الفصل 12 : بداية الرحلة من رحلة الغازي
الفصل 12 : بداية الرحلة
لذا بلا أي أعتراض سحب العجوز خمس قطع
نحاسية ووضعها علي كونتر البيع . فقد لاحظ قلق هزيم الرعد وسوء حاله الواضح.
" ايها الشاب ، خذ المال وتناول وجبة جيدة. فقط بمعدة ممتلئة يمكنك العمل
"
شكرا لك ، ولكني تناولت ما يكفيني اليوم ."
أخذ هزيم المال والعقد وتردد قليلا قبل ان يسأل :
"لماذا يرغب
أحد في شراء جراء الاسد الهصور؟" فراء هذا الوحش ليست جيدة ، ولحمهم سئ كما
انهم لا يمتلكون بللورة جوهر السحر."
" يبدو انك تعرف القليل عن الوحوش السحرية." قبل ان يجيب سؤاله:
" جراء الاسد الهصور لديهم فراء
ابيض حتي يبلغوا عندها يصير أحمر ناري
حسنا ..... ظهرت موضة جديدة في عالم الحيوانات الاليفة بين الطبقة
الارستقراطية وهي تربية جراء الاسد الهصور البيضاء التي تبدو حلوة بفرائها الابيض
... اه من النبلاء وموضاتهم. لديهم المال، ولدينا أشخاص جاهزون للمغامرة . تجارة رابحة للطرفين."
لم يحر هزيم الرعد جوابا واستعد للانصراف . ولكن العجوز أضاف :
" لانك صغير السن ، ساهديك نصيحة .
يقال ان الناس قد رأوا اسد هصورا في الجبال شمال المدينة المستعرة. هكذا لن تضيع
وقتك في البحث ."
لم يلتفت هزيم بل قال شكرا وانصرف .
داخل المحل جلس العجوز علي كرسيه
وأخرج دفتره ودون شيئا به .
بعدها ، عاد موظف من الباحة الخلفية
للمتجر . بابتسامة مصطنعة " سيدي ، ابرمت صفقة أخري ؟"
" لا شئ يذكر ، شاب صغير يرغب في
كسب عيشه ." نظر العجوز المحتال اليه وهز راسه " مثير للشفقة ! مازال
صغير ويانعا . اتمني له الحظ السعيد .
اتمني الا تضيع عملاتي النحاسية هباء "
" انت طيب القلب!" مدحه
الموظف بابتسامه صفراء " لا تنسي تحت
كل شبر من الاقليم المستعر رجل ميت "
...........
...........
انفق هزيم الرعد عملاته
الخمس كلها .
امضي نصف النهار يفاصل بائع حتي حصل
منه علي فأس قديمة مقابل ثلاث عملات نحاسية . واشتري بعملة طعاما مجففا ، والاخير
أنفقه علي العصير . ليس لانه كان محبا للعصير وحسب ، بل لانه يحتاجه ليبقي جسده
دافئا . علي الاقل سيشعره ببعض الدفئ في هذا الجو القارس .
حاملا فأسا قديمة ، وحقيبة طعام وجرة
عصير ، غادر المدينة وتوجه الي الجبال
بصندله البالي ، وفراء الذئب المرقع .
...................................................................................................
في الشمال من
المدينة المستعرة يقع سهل منبسط من
الغابات الممتدة . الارض منبسطة الا من بعض المرتفعات . التي يمكن أعتبارها كتلال منخفضة
الارتفاع ولكن مساحتها تمتد لسبع او ثمان
اميال . وقد عملت كحواجز تحمي المدينة. وترعب الغزاة من الكمائن التي قد تفتك بهم
طوال الطريق.
صعد هزيم الرعد
التلال المهارة التي أكتسبها مذ كان صغير
أظهرت فائدتها الان . فهو ينتقل خلال الغابات أسرع مما ينتقل خلال طريق منبسط .
كذئب سريع انتقل خلال الغابة متفاديا الاغصان الصغيرة علي جانبي الطريق ووطأت
قدماه الارض المغطاة بالورق الجاف ولكن بلا صوت .
في الحقيقة ،
كان هزيم الرعد يدرك ان عليه ان يتحكم في حركته لكي يقتصد في طاقته. فهو لايملك
الكثير من الطعام. وحتي لو حاول الاقتصاد فسيكفيه الخبز الجاف ليومين علي الاكثر .
ولكن في المساء ،
وجد عش أبو منقار بالصدفة .
فابو منقار هذا
هو أحد الوحوش القلائل الطبيعية في هذه المنطقة . وهو يشبه الكلب ويعشق الحفر في
التربة .وبسبب عشقه للحفر أمتلك فراءا ناعما وأقداما قصيرة جعلت حركته
بطيئة . ولكن لا يجب الاستهانة به فقد امتلك قرنا طويلا في مقدمة جبهته.؟ ويحصل
علي طعامه بغرز قرنه في التربة وتناول الديدان التي يصل اليها .
وكان لقاء ابو
منقار بهزيم الرعد خبرا سيئا للحيوان. فقد تمكن هزيم الرعد من صيده باستخدام أنشوطة صيد
صنعها ، وبعد وهلة صار طبق لحم تناوله هزيم .
لحم ابو منقار
لم يكن شهيا وكان ينضح برائحة التربة التي جاء منها . ولكن لمفلس مثل هزيم ،كان
وليمة يجب الاحتفال بها وسط البرد القارص .
وقد راودته فكرة
صيد بعض الحيوانات الاخري علي سبيل المثال غزال . فمثل تلك الوحوش افضل طعما ،
ولكنه فضل الاحتفاظ بطاقته ، وان يأخذ الاحتمال الأمن .
وفي اليوم التالي حالفه الحظ.
تعليقات
إرسال تعليق