الفصل ال22 من رحلة الغازي : الوقوع في الفخ
الفصل ال22 من رحلة الغازي : الوقوع في الفخ
مترجم:محمد عبدالفتاح
قد يكون سنه صغيرا، ولكن عندما نطق تلك الكلمات بعد المعركة
العنيفة التي خاضها منذ قليل والتي أظهر فيها شجاعة ومهارة بالغتين لذا عندما نفخ
صدره وقال تلك الكلمات الشجاعة، بدا لوهلة أهل للثقة.
حينها قلقت فتاتنا المسكينة أكثر:
" ولكن........... ولكننا مصابون، وجروحي تحتاج عناية
متخصص، انت أيضا أصابتك شديدة ........ الا يمكنك العودة الي المدينة أولا؟"
هز راسه رافضا بإصرار:
"لا يمكن! شرف الرجل علي المحك هنا يا رفيقي"
" ولكن...." بدأت الفتاة تشعر بالانزعاج،
ولكنها تذكرت رفيقنا وهو يرقص من الفرحة منذ لحظات. وفكرت ثم قدمت عرضا:
"حسنا، انا سأدفع لك ماذا لو استأجرتك كمرافق لي؟ لنري
كم يساوي شرفك؟"
حاول هزيم الرعد ان يظهر نزاهته الطاغية
"باه، هل تظني أنى من الاشخاص الذين يتخلون عن مبادئهم
من أجل المال!".
"50 عملة ذهبية " في الحقيقة كانت
ستخبره انها ستعطيه 500 عملة ذهبية ولكنها خافت ان الأعرابي الساذج الذي لم يختبر
العالم بعد سيقع من الصدمة.
هنا برقت عين هزيم. عند ذكر ال 50 عملة ذهبية علا وجهه
تعبير الصدمة فهو لم ير هذا الكم من النقود طوال حياته!
ف 50 عملة ذهبية كانت كافية لشراء أفضل معدات صيد الوحوش
السحرية في اقليم الغابات المستعرة بأسره، وسيتمكن من شرب أفضل الشراب، وسيتناول
طعامه في أغلي خاناتها وربما .............. سيتمكن من الدخول الي الشارع الاسطوري
" شارع الرايات الحمراء " ويختبر هناك مفاتن العالم.
ولكن بعد لحظة، هز رأسه وبنظرة احتقار قال:
"50 عملة ذهبية، لو كنت تمتلك 50 عملة ذهبية، لتمكنت
من استئجار فريق كامل من المحاربين لحمايتك، أما مما أراه انت تبدو كنبيل وحيد بل
قل نبيل هارب. انا لا أعتقد انك تملك هذا القدر من المال."
أبتسمت فتاتنا المسكينة بفخر وبثقة ، ومدت يدها الي الداخل
ملابسها وأخرجت حقيبة من جلد الغزال الفاخر. الحقيبة نفسها كانت قطعة فريدة ذات
جودة عالية بل لقد نقش عليها بخيوط الذهب نقش للزهور. هزت فتاتنا المسكينة الحقيبة
ليصدر منها رنين الذهب . فتحتها وصبت ما بها. لتسقط منها حفنة من القطع اللامعة!
عملات ذهبية!!!!
عملات ذهبية حقيقية! عملات الامبراطورية البيزنطية الذهبية
!!
لما أدرك هزيم الرعد هذا شعر بالذهول ......... على الفور
ألتقط بعضها في يده، بل عض واحدة ليختبرها.
كانت العملات.... عملات ذهبية حقيقية!
ثم تفحص الفتاة المتنكرة مرة أخري وتسائل " هل هذا
الرفيق غني الي هذا الحد؟"
"ما رأيك الآن؟"
لما رأت الأعرابي
قد نسي نفسه أمام العملات الذهبية، نظرت اليه باحتقار: " هل ذلك المال يكفي
لشراء ما تطلق عليه (نزاهة الرجال)؟"
أخذ هزيم نفس عميق ، قبل ان يلقي العملة الذهبية . ونظر الي
فتاتنا المسكينة بنظرة غريبة ؟
نظرة طمأنينة يشوبها التعجب .
بوضوح أخبرها هزيم الرعد.
" لأخبرك الحقيقة، ما كان عليك ان تخرج
كل هذا المال أمامي."
"لماذا؟" قلقت فتاتنا المسكينة
عندما لاحظت التغير علي هزيم .
"فقد نسيت ان أخبرك شيئاً." قهقه
هزيم الرعد بخبث وتابع:
" أنا أعمل
كصائد وحوش سحرية أغلب الوقت .... لكن في بعض الاوقات الغير أعتيادية أحيانا أمارس
بعد المهن الأخرى."
"أيُّ نوعٍ من المهن تقصد؟"
أبتسم ابتسامة عريضة ورد " النهب "
وتنهد ثم تابع:
" عندما تخرج شاة سمينة وضعيفة كل ذلك المال في
الأحراش حيث لا يرانا أحد ولن يسمع أحد صراخها. وأراد شخص ما ان يحصل على مالها فما
عليه الا ان يحفر حفرة يلقي بها الجسد، وستختفي جريمته قل لخمسين سنه ......"
تكلم ببطء وعمق مقصود وفي النهاية ضحك مرة أخري: " في
كل مرة أقابل مثل تلك المواقف الغير الاعتيادية فأنا لا أمانع أبدا ان اغير مهنتي."
فمنذ لحظة بدا ذلك الهزيم كأعرابي جاهل وساذج، قد يكون فظا
ولكن ليس أبدا شخص شرير، كان كل شيء خدعة. خاصة الابتسامة الساذجة التي كانت تعلو وجهه،
والتي تجعل من المستحيل ان تحسب أن بإمكان شخص مثله ايذاء انسان أو حتى حيوان.
وبالرغم من كل تصرفاته الفظة، الا انه بدا فتي لطيف طيب
القلب. بل لقد أنقذ حياتها مرتين الان.
حسنا فتاتنا المسكينة ربما لا تعلم المثل القائل: البيئة
السيئة تفرز أشخاص سيئون!
فلا تفترض أبدا ان كل من بدا ساذجا، هو شخص طيب وأمين. بل
في الحقيقة، معظم من يبدون ساذجون هم في الحقيقة لديهم أساليب المكر الخاصة بهم.
أضف الي ذلك، ان هزيم ولد في اقليم الغابات المستعرة وعاش
أغلب طفولته مع سكانها وسط فوضاها.
وسكان المدينة المستعرة كانوا أقسام مختلفة: لصوص، نهابون، انتهازيون،
مطلوبين للعدالة واخيرا الكثير من المهربين...........
وال 50 عملة ذهبية كانت ثروة ضخمة لمن يسكن المدينة
المستعرة.
فرغيف خبز الشعير الاسود يكلف عملة نحاسية، بينما الخبز
الفاخر يكلف 3 فقط.
وهذا الرغيف يكفي اكل الشخص ليومين.
ووفقا للقيمة الاقتصادية للعملات فعملة ذهبية تساوي 10 عملة
فضية والعملة الفضية تساوي 100 عملة نحاسية.
لذا يمكن القول ان عملة فضية واحدة تكفي لإطعام انسان بالغ
لما يقرب الشهرين.
وبفرض ان هزيم ظل يأكل الخبز فقط فستكفيه القطع الذهبية
ليأكل لمدة 20عاما!!
كمية المال تلك تكفي ليخاطر انسان بحياته.
بل ان تكلفة اغتيال أحد الأشخاص تبعا لسعر السوق في المدينة
المستعرة كان فقط عملة ذهبية واحدة.
وب 50 عملة ذهبية يمكنك استئجار فريق من المرتزقة مجهزين
جيدا وذوي مهارات عالية لحمايتك لعام كامل.
ناهيك عن صياد لا يملك شيئا سوي فأس قديمة ...........
بعد ذلك عن قصد ضحك هزيم الرعد ضحكة شريرة في وجه الفتاة
المسكينة الشاحب: " أيضا يبدو ان ما في محفظتك ليس فقط 50 عملة ذهبية، اليس كذلك؟"
بالفعل كان في المحفظة أكثر من 80 قطعة.
التقط هزيم الرعد العملات من الارض ووضعها في الحقيبة ثم
هزها في يده ليعلم كم تزن؟ وبابتسامة سعيدة قال: " بسبب كل ذلك المال الذي
تحمليه معك لا عجب أنك كنت ثقيلة لغاية. "
ولم يتردد او يخجل وهو ينتزع الحقيبة الجلدية أيضا منها.
لم يكن لديه أيّ سبب ليشعر بالعار من أفعاله.
فهو يعلم ان ما يفعله ليس عيبا أبدا.
فكل من اقليم الغابات المستعرة سواء كان تاجر او مغامر او
صائد وحوش سحرية. يتبع قاعدة واحدة فقط.
الفصل السابق
الفصل التالي
تعليقات
إرسال تعليق