الفصل ال19 من رحلة الغازي الهجوم الوحشي
الفصل ال19 من رحلة الغازي
الهجوم الوحشي
مترجم: محمد عبد الفتاح وحملت الرياح رائحة منتنة ناحيتهم. وقبل ان يتمكنا من الوقوف، جاء عواء مخيف من خلف الشجيرات.
xسار هزيم الرعد طول النهار بظهر منحني كقطعة الجمبري. ومن حسن حظه ان الضربة كانت ضعيفة -فقد كان يحتضنها بشدة وبقوتها الضعيفة فلم تحدث أصابه شديدة. ولولا تلك الاسباب لغير هزيم الرعد مهنته الحالية الي : خصي يخدم النساء.
ولم تنجو الفتاة المتنكرة أيضا بلا ضرر .
بمهاجمتك لصياد يحسن الفنون القتالية وتدرب عليها لعشر سنوات كاملة هو بالتأكيد فكرة سيئة فبالرغم من ان هزيم كان نائما الا انه بادر برد الهجوم تلقائي. وكنتيجة، نالت فتاتنا المسكينة دائرة سوداء كبيرة حول عيناها الواسعتين. ماعدا ذلك، بعد تلك المواجهة القصيرة والعنيفة لم يأت أحدهما علي ذكر الامر أبدا مرة أخري.
بعد الحادثة لم تجرؤ فتاتنا المسكينة علي ذكر الامر مرة خري . فتذكر الواقعة يجعلها ترغب في دفن نفسها في حفرة .
أما بالنسبة لهزيم فكان يشعر........... بالاشمئزاز .
فعادة كان لا يخجل من "مجده الرجولي الصباحي" علي العكس أخبره العجوز ، انه أمر عليه ان يفخر به .
...........
كلمت فتاتنا المسكينة نفسها سرا: "يجرؤ على لكمي! أغلب الرجال يجثون علي ركبتيهم أمامي ويرغبون في تقبيل التراب الذي أمشي عليه . ولكن هذا الجاهل لكمني في وجهي!"
بينما فكر هزيم الرعد بأسي
"مقزز! مقزز جدا ! انا احتضنت رجلا وحصل لي أنتصاب ......... يا إلهي!!)
المهم ..... بينما عدلت فتاتنا المسكينة ملابسها ، بدأ هزيم الرعد في حزم الامتعة . وألتقط عصا صلبة ورماها لفتاة المتنكرة : " استخدمها في المشي . من اليوم ستمشي وحدك انا لن أحملك مرة أخري "
بصمت وافق الطرفان علي الاقتراح . علي الاقل الان لا يرغب اي منهما في الاقتراب من الاخر .
لكن حين ألتقطت فتاتنا المسكينة العصا ، فجأة تحفز جسد هزيم .
وعلي وجهه ظهرت أمارات الخطر ، وقفز ناحية الفتاة ودفعها نحو الارض .
" آآآه! "
طبعا بدأت الفتاة في الصراخ، هل أدرك هذا الجاهل أخيرا كوني فتاة وحقيقة جمال مظهري واستيقظت طبيعته الموحشة أخيرا؟
ولكن ما ان انتهت من تلك الفكرة حتى جاءها صوت تأوه من جسد الأعرابي البطل.
وعندما رفعت رأسها لتري المصدر قابلها رأس مغطي بالفراء وفك مملوء بأسنان الموت. واللعاب يتساقط منه !
هذا الوحش كان من فصيلة الذئب العظيم، وكان عينة مثالية لهذه الفصيلة. بجسمه الضخم وفك كبير يقضم الفخذ الي نصفين في قضمه واحدة ! وقد انتصب شعره كالنصال . وظهر بريق الموت والجشع في عينيه الحمراء. لكن الاهم كانت تلك المخالب الحديدية التي غطاها الدم .
هه. دم؟!
من وقع الصدمة، بدأت الفتاة بالاستجابة السريعة.
ولكن هزيم كان قد سبقها بفترة ووقف على قدميه منذ اللحظة التي تلت الهجوم ولكنه وجد ان فأسه تقبع جانب الامتعة وتبعد عنه خمس خطوات كاملة. من حسن الحظ ان العصا الخشبية التي القاها الي الفتاة المتنكرة كانت قريبة لذا بكلا يديه امسكها ليدفع بها الذئب العظيم بعيدا.
وعدما أدار ظهره الي الفتاة رأت الجرح الغائر علي ظهره .
ظهر خطان غائران علي المنطقة من الكتف وحتي الوسط تمزق معطف الفراء بشدة وظهرت العضلات المكتنزة تحته ومن خلال الجرح تدفقت الدماء . كان الجرح عميقا يمكن لرجل بالغ ان يدخل اصبعه كاملا داخله!
ولو تردد هزيم للحظة في الانقضاض على ودفعي بعيدا لكان هذا الجرح من نصيبي. وعلى الاغلب سأكون ميته الان.
استخدم هزيم الرعد العصا وأمال جسده لأسفل قليلا. وحدق كلا من الوحش والانسان في عيني الاخر ينتظر كل منهما الاخر ليكشف عن ثغرة . لم يتسرع هزيم في الهجوم على الذئب فمن واقع خبرته كان يعلم جيدا ان هذا الذئب ليس وحشا عاديا بل وحشا سحريا شرير. وعلى الرغم من كونه من الوحوش السحرية منخفضة الطاقة الا ان مقدار الحكمة التي يمتلكها كانت كافية لتحديد واستغلال نقاط ضعف الفريسة.
أخذ ذلك الذئب الشرس المتعطش للدماء الخطوة الأولي ، فنصب ظهره وكشر عن انيابه وزمجر مستعدا للانقضاض .
ولكن ما ان وصل الي مدي تصل اليه يسري هزيم الرعد الا وقفز بكل قوته وحاول الهجوم على يمينه. من الواضح ان لدي الذئب خبرة كبيرة مع صيد البشر ويعلم من اين تؤكل الكتف . لذا فقد علم ان نقطة ضعفة هي الناحية التي تميل اليها العصا وليس الناحية البعيدة عنها .
ما ان قفز الذئب حتى ترك ورائه رياح برائحة كريهة من فرط سرعته. وقد أخرج مخالبه الفولاذية على أخرها ليصيب بها الفريسة وكرد على هجومه دافع هزيم باستخدام العصا التي ومن هجوم واحد فقدت جزءا كبيرا من طولها الاصلي فبالطبع لم تكن تلك العصا أبدا ندا لمخالب الذئب الحديدية وما ان أدرك الذئب ان السلاح الذي أمامه هش الا وزادت رغبة القتل لديه وزمجر مرة أخري وكأن ابتسامة شريرة تعلو وجهه الوحشي، وكأنه يعبث بفريسته المهيضة الجناح، استمر بالزمجرة وهو يقترب. مستهينا بعصا هزيم هاجم الذئب مرة أخري. ولكن هزيم لم يتراجع أمامه بل صاح وهجم ليصطدم بالذئب الجائع. وما كادت مخالب الذئب تلمسه، الا واستدار جسده في الهواء بنعومة كسمكة تلعب في الماء بحركته البهلوانية التي قد تبدو مستحيلة بالنسبة الي بشري.
ولكن النتيجة كانت واضحة فبها تفادي المخالب الحامية للذئب وتمكن من امساك عنقه من الجانب . والان تشابك جسديهما في صراع وهم يتدحرجون علي الارض والغبار يعلو حولهما . انتهز هزيم الفرصة وعلا ظهر الذئب ، ووجه لكمة قوية بيسراها الي أنف الذئب !
التي تحطمت بصوت مسموع ! فهزيم يعلم ان نقطة ضعف الكلبيات بصفه عامة هي الانف. هذه اللكمة القوية احدثت ضررا بالغا بالوحش واندفعت الدماء ليس من أنفه وحسب بل تساقطت من عينيه أيضا. عوي الذئب من الالم هذه المرة وبدأ جسده في التقلص محاولا الفرار. كثور هائج حاول ان يلقي هزيم من علي ظهره وفي نفس الوقت يدير رأسه محاولا ان يعضه .
بدأ هزيم الرعد يشعر بالأسنان الحامية تقترب من رقبته والأنفاس الكريهة للذئب تداعب رقبته. بصيحة يائسة أستخدم هزيم عصاه ووجه ضربة أخيرة الي أم رأس الذئب. منزعجا من الهجمات المتتالية على رأسه هاجم الذئب العصا وقبض عليها بفكه وأجبر هزيم علي النزول من على ظهره هذي المرة لم يبقي في يده سوي عصا بربع طولها الأصلي.
تعليقات
إرسال تعليق