الفصل ال 21 من رحلة الغازي : الابتزاز
مترجم:
محمد عبد الفتاح
أستلقي هزيم عي ظهره وصدره يرتفع وينخفض من فرط الجهد، وقد
علت ضربات قلبه كالطبل، والضعف والاعياء يسكنان كلا من يديه وقدميه والعرق يتدفق
من كل شبر من جسده.
أرتاح هزيم قليلا ثم قعد وقد بدأت جراح ظهره تؤلمه. كان
الالم شديدا، يكاد يأخذ أنفاسه. ولكن لما ألقي نظرة على الذئب الذي تخشب جسده
الان. والعصا الغليظة التي تبرز من مؤخرته.
"هاهاهاها!"
ضحك هزيم عاليا:
" تريد أن تأكلني؟ همبف! ان قدري ان أكون أعظم صائد
وحوش سحرية في القارة كلها، كيف أموت هنا ؟!"
قبل ان يسكت ويتابع بوحشية: " ومادمت كنت تريد أكلي،
الان أنا سأكلك."
وما ان انهي جملته حتى شعر بقوته تهرب منه، ولقد حاول أكثر
من مرة أن يقف ولكنه لم ينجح. وعندما لم يستطع الوقوف وحده فتح فمه ونادي:
"" يا هذا، هل انت ميت؟ قد أعذرك عن تجنب مساعدتي أثناء قتال الذئب لكن على
الاقل ساعدني على الوقوف؟"
من خلف الشجيرات، برزت رأس صغيرة بعد ان سمعت الصياح. كانت
فتاتنا المسكينة ميته من الرعب ووجها أصفر شاحب. ولكن عندما رات ان هزيم مازال على
قيد الحياة، صاحت من الفرحة واندفعت نحوه.
" لا تجذبني الان، في الحقيبة بعض
الاعشاب الطبية. احضر بعضها وضعه على جرحي فانا لن أتمكن من الوصول للجروح على ظهري."
أشار هزيم الي الحقيبة بضعف.
ولكنه ندم علي طلب المساعدة من صاحبه خائب الرجاء ذاك.
الذي كان واضحا انه لم يضمد جراح انسان من قبل. واستغرقت الفتاة
وقت طويل، حتى تمكنت أخيرا من ربط الجرح، وكان عملها سيئا للغاية.
" مهلا، ما نوع العقدة التي ربطيها على صدري؟"
حسنا، هذه العقدة لربط الملابس"
انا اعرف ما فائدة العقدة ولكن طريقتها غريبة؟ ربطها هكذا
يهدر القماش وحسب."
" حسنا انها .......... عقدة الفراشة."
“عقدة الفراشة؟ وماذا يميزها عن غيرها؟"
حسنا ... أنها تبدو أجمل "
انا المترجم مش عارف امسك نفسي من الضحك
".........."
الان وقد درات
الاحداث وصار كليهما مصابا.
اضطروا ان يستريحوا، بعد نصف يوم من الراحة _ 6 ساعات -استعاد
هزيم قدرا كافيا من عافيته بالطبع كان مستاءا من الجرح ومن عقدة الفراشة تلك وأهدارها للقماش ولكن عندما وقعت
عينه على جثة الذئب أضاء وجهه من الفرحة مرة أخري.
"هاهاهاهاهاها، انا غني، صرت غنيا!"
وزاحفا أقترب هزيم من الجثة. وقد بدا متحمسا، حتى بدا وكأنه سيحتضن ويقبل جثة
الذئب.
بالرغم من أنه كان قد تمكن من صيد وحشين او ثلاثة من قبل،
الا انهم كانوا وحوش سحرية منخفضي الخطورة. ففي مرة أمسك ثعلب الاشجار الناري
باستخدام فخ وكان الامر سهلا لا خطورة فيه.
أما الذئب العظيم الذي أمامه فكان ذئبا بالغا بجسده القوي والممتلئ
وفراؤه لامع ومن فصيلة خطرة أيضا.
وبالرغم من كونه من الوحوش السحرية منخفضة الطاقة الا ان
الطلب عليه كان عاليا. ولا تنسي فهزيم لم يفصل الرقبة هذ المرة، ولم يتضرر الفراء أيضا.
الفراء كان كاملا ولو تمكن من سلخه جيدا، فسيتمكن من بيعه مقابل عدة قطع من الفضة
في المدينة المستعرة.
وقطع الفضة تلك كانت كافية ليأكل ويشرب لشهر او قل شهرين.
ليس هذا وحسب بل ان عظام الذئب كانت ذات قيمة بالغة. ولكن
للدقة فكل عظام الذئب ليست ذات قيمة. ولكن لان الذئب الذي قتله هزيم كان كاملا وبالغا.
فتوافقه مع عناصر الارض السحرية كبير. لذا يمكن ان تستخدم عظامه في صنع التعاويذ
السحرية من فئة الارض وهناك العديد من المحلات المستعدة لشراء تلك العظام.
وككل لو تمكن من إحضار الذئب الي المدينة، وحالفه الحظ وباعه،
سيحصل على 7 قطع فضية على الأقل.
ومن شدة حماسته، نوى هزيم ان يحمل الذئب كاملا الي المدينة
المستعرة، ولا يخاطر بصيد أشبال الاسد الهصور. وعندما يبيع الفراء سيكون بإمكانه
تسديد دين المحل في سوق العتبة. وبالباقي سيستريح لشهرين وسيحصل علي سيف جيد بل قد
يحصل على درع جلدية كاملة أيضا.
عندما رأت فتاتنا المسكينة هزيم يرقص من الفرحة، لم تستوعب الامر،
ولم تسايره.
فالجاهل يبقي جاهلا........ فماذا تعني قيمة جثة الذئب
جانبها هي؟
كادت ان تنكأ جراح هزيم مرة أخري من فرط حركته. وعندما
لاحظت الفتاة ملامح الفرحة والالم التي تتبادل أدوارها علي وجه هزيم أشفقت عليه.
وصاحت " انت ........" عندما استدار هزيم اليها
كان وجهها أحمر من الخجل:
"شكرا .........شكرا لأنك أنقذتني."
لوح هزيم بيده نافيا.
" لا داعي لشكري، فانا لم أواجه الذئب فقط
لانقاذك، فلو لم أتغلب عليه كنت سأكون ميت أنا أيضا."
عندما رأت هذا الجانب المتسامح من هزيم شعرت انه ليس شخصا
سيئا لهذا الحد لذا أجابت بابتسامة:
" انا الان أعتقد أنك حقا صائد وحوش سحرية."
"لماذا؟"
تذكرت كيف أخبرته من قبل انه لا يبدو كصياد وانه كاذب ، أحمر وجهها مرة أخري وهي تجيبه
" بسبب قوتك الكبيرة، فأنا أعلم ان
فصيلة الذئب العظيم قوية ولكنك تمكنت من التغلب عليه. وايضا كانت هيئتك مهيبة
عندما أطلقت كل قوتك."
وعندما لاحظت سعادة هزيم، سألته بابتسامة خبيثة:
" والان ماذا
تنوي ان تفعل؟ لقد جئت الي هنا للصيد، صحيح؟ والان، انت تنتوي العودة بصيدك الي المدينة؟"
ولكن السؤال الذي أرادت ان تسأله في الحقيقة هو: أيمكنك ان
تصحبني الي المدينة؟
فمما حدث لها اليوم وأمس أدركت وبوضوح. ان لم يحميها احد في هذه الارجاء فلن تصمد ليوم
واحد في تلك المنطقة -اقليم الغابات المستعرة.
وبفرض انها كانت من دون حماية ونجت من الوحوش فلن تنجو من
القبائل الشريرة في المنطقة - الجوبلنز والاقزام - ولن يسلم الامر من مغامرين
أشرار والذين سيأكلوا لحمها ويقرقشوا عظامها .
وبجمالها الاخاذ قد يسوء الامر أكثر .
لذا فقد رأت ان الاختيار الصحيح والامن هو مرافقة هذا
الغريب. فقد أثبت مهارته عندما قتل وحده الذئب العظيم. ولكن الاهم انه كان لا يعرف
الفرق بين المرأة القبيحة والجميلة . علي الاقل ستأمن شر الافكار القذرة عندما
ترافقه .
أما هزيم فقد نظر الي جثة الذئب وفكر قليلا ثم تنهد:
" لا يمكنني،
فانا سأبحث أولا عن الاسد الهصور "
صاحت فتاتنا المسكينة " لماذا؟" آلم تظفر بصيدك
الان؟ حمل ذلك الذئب والعودة به هو أمر صعب، لماذا تبحث عن غنيمة أخري؟"
طبعا كان الغرض الحقيقي للفتاة هو: انها لا ترغب في
المخاطرة بالبقاء داخل الغابات المستعرة، لذا من الافضل الاسراع وخداع ذلك الساذج
ليعود الي المدينة ويصطحبها معه.
" الذئب ......"
بالطبع لم يكن لهزيم نية في ترك غنيمته ولكنه استمر في
التحديق بالجثة وكأنه سيفارقها:
" بالرغم من
قيمة الذئب، الا أنى........... وعدت أحدهم. تبا، وقد وقعت عقدا معه أيضا ولا
يمكنني نكص وعدي."
ونفخ صدره بفخر . " فالعجوز علمني: لا تقل شيئا لا تقدر عليه! ولكن لو وعدت أحدهم بشيء فعليك ان توفي به! على الرجل ان يكون عند كلمته!"
تعليقات
إرسال تعليق