دراسة فنلندية توضح العلاقة بين مرض السمنة في الأطفال ومرض الزهايمر

موضوع الدراسة :

العلاقة ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو السمنة أثناء مرحلة الطفولة بأعراض ضعف وظائف المخ. ارتبطت تلك الأخطار التي تتعلق بالأوعية الدموية والقلب، مع أعراض أخرى مثل قصور الذاكرة، قصور التعلم، ضعف المعالجة البصرية، ضعف التركيز، بطيء الحركة ورد الفعل الحركي.

المترجم محمد عبد الفتاح عبد العزيز

 لذا انتهي البحث انه : يجب أن تبدأ استراتيجيات الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية في مرحلة الطفولة وهو ما سيكون في صالح صحة الدماغ عندما يصل الإنسان إلى منتصف العمر( الفترة العمرية من 45 الي 60 عاما) .

و سيساعد الحفاظ على الوزن وضغط الدم والكوليسترول في المستويات المناسبة عند الأطفال في حماية وظائف الدماغ في المستقبل القريب والبعيد، وفقًا لبحث رائد جديد نُشر في المجلة الدورية لجمعية القلب الأمريكية (the American Heart Association). 

هذه هي الدراسة الأولى التي تسلط الضوء على أن المخاطر الصحية (من سمنة، ارتفاع نسبة الكوليسترول الخ) والتي يتعرض لها الأنسان منذ الطفولة سكون لها أثر على القدرات العقلية في مراحل متقدمة من عمره علي وجه التحديد، مرحلة منتصف العمر والتي تبدأ من سن الثلاثون.

كانت الأبحاث السابقة تشير إلى أن تقريبا 1 من كل 5 أشخاص أكبر من 60 عامًا يعانون على الأقل من فقدان ولو جزء بسيط من وظائف المخ (غير ظاهر). من المعروف أن القصور الإدراكي يرتبط بعوامل المتعلقة بالجهاز الدوري، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني والتدخين وقلة النشاط البدني وسوء التغذية، فضلاً عن الاكتئاب وانخفاض مستوى التعليم (قلة التدريب على العمليات الحسابية والقراءة لها رد فعل كبير علي سلامة العقل).

العديد من الأمراض التي تسبب ضررا يصيب الجهاز العصبي، مثل مرض الزهايمر وهو أحد أنواع مرض الخرف، يحتاج إلى فترة حضانة طويلة قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، لذا كانت الحاجة إلى معرفة العلاقة قد تربط بين بدانة الأطفال وباقي العوامل التي تمثل خطرا على الجهاز الدوري وتأثيرها على الصحة الإدراكية للإنسان هي أمر بالغ الأهمية. 

لاحظ الباحثون أنه لا يوجد حاليًا أي علاج للأسباب الرئيسية للخرف، لذلك من المهم معرفة كيف يمكن أن تؤثر عوامل الخطر القلبية الوعائية في وقت مبكر من الحياة على الدماغ.

قال القائم بالبحث السيد: جوسو هاكلا (Juuso O. Hakala) الذي يدرس لنيل الدكتوراه في الطب من مركز أبحاث طب القلب والأوعية الدموية التطبيقي والوقائي بجامعة توركو، في توركو، فنلندا:

 "قد نستخدم هذه النتائج لنتحول من التركيز على صحة الدماغية في مرحلة الشيخوخة ومنتصف العمر إلى التركيز علي الأشخاص في الفئات العمرية الأصغر ،تظهر نتائجنا أن المراقبة الفعالة في مرحلة الطفولة المبكرة والوقاية من أمراض القلب وعوامل الخطر المسببة للإصابة بالسكتة القلبية ، تمثل أهمية كبيرة بالغة عندما يتعلق الأمر بصحة الدماغ. وقد يستفيد الأطفال الذين يعانون من العوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية من التدخل المبكر وتعديل أسلوب حياتهم ".

دراسة مخاطر القلب والأوعية الدموية في فئة الشباب الفنلندي هي دراسة طولية (أي تأخذ زمنا طويلا لدراستها قد تستغرق أعواما طويلة) قد تمت في نطاق الدولة الفنلندية وتدرس المخاطر التي يتعرض لها القلب والأوعية الدموية في الفترة بين ( مرحلة الطفولة وحتى البلوغ ) في دولة فنلندا. 

لقد تتبع الباحثون خلا تلك الدراسة عوامل الخطر على القلب والأوعية الدموية للمشاركين لمدة 31 عامًا من الطفولة إلى البلوغ. في عام 1980 تم إجراء الفحوصات السريرية الابتدائية (متابعة الضغط والسكر ورسم القلب والتي تتم في بداية الدراسة ليتم مقارنتها بالنتائج فيما بعد) على ما يقرب من 3600 فتى وفتاة تم اختيارهم عشوائيًا، تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا، وجميعهم من ذوي البشرة البيضاء. كما خضع أكثر من 2000 من المشاركين، والذين تتراوح أعمارهم بين 34 و49 عامًا، لاختبار الوظائف الإدراكية باستخدام الحاسب في عام 2011. وقام الاختبار بقياس أربعة عوامل معرفية مختلفة تشمل : ذاكرة تسجيل الأحداث، التعلم الاستنباطي. كذلك الذاكرة قصيرة المدى وقياس رد الفعل ووقت الحركة والمعالجة البصرية ومدة التركيز.

وقد وجد الباحثون:

  • أن ضغط الدم الانقباضي، والكوليسترول الدم، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، بالإضافة إلى وزن كتلة الجسم في فترة ما بين الطفولة إلى منتصف العمر، يؤثر على وظائف المخ في مرحلة منتصف العمر.

  • وقد صاحب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أو ارتفاع الكوليسترول الكلي في الدم وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) سوء الذاكرة وبطء التعلم بعد بلوغ مواضيع الاختبار مرحلة منتصف العمر بالمقارنة مع العينات التي سجلت لديهم نسب منخفضة.

  • ارتبطت الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ بانخفاض في سرعة معالجة المعلومات المرئية والحفاظ على التركيز.

  • ارتبط وجود جميع عوامل الخطر القلبية الثلاثة (الضغط والسمنة والكوليسترول) بضعف الذاكرة والتعلم الاستنباطي، وانخفاض في المعالجة البصرية، وانخفاض مدة الانتباه، ورد الفعل البطيء وكذلك بطء في الحركة.

هذه الاستنتاجات جاءت من نتائج الملاحظات التي صاحبت الدراسة، ولكن ذلك يقودنا فقط إلى الحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت هناك أعمار محددة في فترة الطفولة أو المراهقة أو كلاهما معا عندما تكون عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية ذات أهمية ومؤثرة بشكل فعال على صحة الدماغ عند الأشخاص البالغين.

يرجع ذلك ان علاقة السبب والنتيجة بين عوامل الخطر( السمنة والكوليسترول ومرض الضغط )  على صحة الجهاز الدوري، وارتباطه باختلال الوظائف الإدراكية في المستقبل  هو موضع شك في هذا النوع من الدراسات بسبب ظروف الدراسة :

  • فعملية قياس الإدراك تمت في نقطة زمنية واحدة ( عام 2011 ) أي في نفس التاريخ أو خلال مدة قصيرة.

  • ولأن جميع المشاركين في الدراسة من ذوي البشرة البيضاء، لذا فقد لا تكون النتائج قابلة للتعميم على أشخاص من أجناس وأعراق أخرى.

يمكنك مراجعة المصادر لهذه الدراسة من هنا تمت تلك الدراسة بمعرفة جمعية القلب الأمريكية (the American Heart Association)

رابط الدراسة :

1.     Juuso O. Hakala, Katja Pahkala, Markus Juonala, Pia Salo, Mika Kähönen, Nina Hutri-Kähönen, Terho Lehtimäki, Tomi P. Laitinen, Eero Jokinen, Leena Taittonen, Päivi Tossavainen, Jorma S.A. Viikari, Olli T. Raitakari, Suvi P. Rovio.  Cardiovascular Risk Factor Trajectories Since Childhood and Cognitive Performance in Midlife: The Cardiovascular Risk in Young Finns StudyCirculation, 2021; DOI: 10.1161/CIRCULATIONAHA.120.052358

 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

- الفصل 286 من المشعوذ في عالم السحر warlock of magus world ch286 مترجم

اسم الرواية : رحلة الغازي (conquest )

تكملة الفصل ال285 من مشعوذ في عالم السحر