الفصل 76 : نهاية المعركة !
وقف شي يان في نهاية الزقاق ، ينبعث من جسده طاقة خبيثة للغاية ؛ لكن مع ذلك كان قلبه وعقله ،في ذروة النقاء وعينيه في غاية السكينة.
ظهرت ثلاث دوامات ضخمة وأحاطت به. كانت الدوامات غير مرئية و لا يمكن لاحد أن يكتشفها .
تدفقت الطاقة السلبية من أوردة طاقته وأحاطت جسده بالكامل. في لحظة جسد شي يان اصبح انحف وأقسي ،كانت هذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها شى يان [الهيجان ] في المعركة بعد تطورها الجديد. ولكن أكبر تغيير شعر به فعلا كان إحساسه بانه يستطيع مراقبة أدق التفاصيل وعقله في صفاء تام .
عبس لي هان قليلاً، دائما كان يشعر انه قابل شي يان هذا من قبل ولكن لا يدري متي قابله ومهما حفر في ذكرياته لم يستطع التذكر أين قابله.
تشكلت خطوط من البرق علي ذراعي ما تشي، كل واحد بسمك أصابع اليد، ومع كل لحظة يغدوا البرق مخيفا اكثر واكثر قوة .
زأر ما تشى:" العم لي! " .
تجمدت تعبيرات لي هان وبقوة، صدرت من جسده صوت طرقعة عالية .
" إز إز إز ! "
انطلقت موجات من الضوء الأبيض من جسد لي هان، كثفت تلك الطاقة بخار الماء في الهواء وجمعته في أمواج .
صاح لي هان بقوة :
[إعصار سحابة البحر]
لتتشكل المياه طبقات بعضها فوق بعض ، موجة فوق موجة، لكن كلها لها هدف واحد وهو مهاجمة شي يان . لو كنت هناك فستري نهرا من الماء الذي يتحكم لي هان فيه وكل قطرة فيه تخضع له ، وكل قطرة ماء ترغب في شيء واحد وهو إغراق شي يان.
" صوت تفريغ الكهرباء!"
زمجر ما تشي وخيوط البرق حول زراعيه تتراقص وتتشكل كالثعابين . تلك الثعابين الكهربية اندفعت نحو شي يان واعتلت أمواج الماء . تريد أن تقبض روح شي يان .
لكن رغم كل هذا كانت السكينة تسكن قلب شي يان . ولم تؤثر فيه تلك القوة الهائلة التي تندفع نحوه ، أو يؤثر شكلها المخيف علي أحكامه.
فقط عندما صارت الأمواج على بعد 5 امتار منه تراجع بخفة ثلاث خطوات إلى الوراء ودخل إلى مجال مهارة حقل الجاذبية.
وبدون سابق إنذار اندفعت اثنين من الدوامات واندمجتا في دوامة واحدة كبيرة.
"طررم طرررم ،تززز تززز تززز"
ارتطمت كلا من مهارتي إعصار سحابة البحر والثعابين الكهربية بحقل الجاذبية .
وتحت تأثير حقل الجاذبية تحولت مهارة إعصار سحابة البحر إلى بخار يتطاير في الهواء، لقد بدا الأمر وكأن الطاقة الروحية التي هي مصدر طاقة المهارة قد ذابت داخل حقل الجاذبية وعادت إلى الطبيعة والي الأرض .
أما الثعابين الكهربية فقد اندفعت نحو مركز حقل الجاذبية كما لو فقدت السيطرة علي اتجاهها . لقد تشابكت تلك الثعابين معا وأخذت تدور كالإعصار في حقل الجاذبية بلا هدف . ببساطة كانت لا تقدر على التغلب على قوة حقل الجاذبية .
في عيون لي هان و ما تشي بدا وكان هجماتهم قد توقفت ولم تواصل طريقها وكأنها اصطدمت بحاجز من نوع ما الأمر الذي كان في غاية الغرابة ولم يشهدوا له مثيل من قبل .
وقف الاثنان في ذهول ، وهم يرون الفتي يصد هجماتهم بسهولة أما شي يان فقد كانت هجماته أكثر بساطة ولكن اشد أثرا . عندما ادرك أن حقل الجاذبية كان قادرا على صد هجماتهم ، جاءته فكرة عبقرية .
لقد حرك حقل الجاذبية إلي الأمام وحسب حاملا معه الثعابين الكهربية من ما تشي.
الأن تلك الثعابين الكهربية التي تدور بلا هدف داخل مجال الجاذبية تحركت معه إلي الأمام متجهه إلي حيث يقف الخصمان الذاهلين .
هنا تجهم الخصمان وقد ادركوا أن من يتحكم في هجماتهم كان بلا شك هو شي يان، لذا وعلي الفور سحب لي هان طاقته وأوقف مهارته القتالية ، واخرج سيفه الحاد الفضي.
تلون السيف الفضي بألوان قوس قزح عندما مرر المحارب طاقته فيه . ثم تغيرت إلى اللون البنفسجي في لحظات مع نقاط من الحمرة على أجزاءه وكأن الدماء تتساقط عليه ،وعندما بدأ في تحريك سيفه لمع السيف بضوء احمر قاني يخبرك عن أراده من يحمله.... أرادة القتل . وفي لحظة اندفع نصل هلالي من السيف نحو شي يان .
وقد صاحب هذا الهجوم ضحكاته العالية المستهترة التي تسخر من قوة شي يان والواثقة من صد الهجوم .
" تززز تززز تززز"
ارتطم الهجوم القاني ب [حقل الجاذبية ].
ولكن حقل الجاذبية لم يتأثر . ولم يتوقف وسقطت ثعابين الكهرباء هذه فوق رأس لي هان
صاح لي هان من الألم، وحاول على عجل التراجع ، ولكن خيوط البرق شلت حركته للحظة.
تحرك شي يان بسرعة ولكن في اتجاه أخر. لقد اندفع مثل السهم نحو ما تشي الأضعف .
أصاب الذعر ما تشي وحاول التراجع على عجل ، ولكن….
نادي شي يان : " ما تشى! ".
نظر ما تشي لا إراديا نحو شي يان ليري عيناه الحمراء بلون الدم التي بدت وكأن الألاف من الأرواح الشريرة تسكنها ووهي علي وشك التحرر من محبسها لتقبض روحه ، تلك الأرواح الشريرة الدموية بدت حقيقية جدا نابضة بالحياة .
أصاب الذعر ما تشي، ومن الخوف نسي أن يتحرك.
" بوتشي ! "
وفي اللحظة التالية انغرزت أصابع شي يان التي تشبه السكاكين في قلبه حتي معصمه. لتكمل طريقها وتخرج من ظهره .
ارتعد جسد ما تشى تحت وطأة الألم الشديد ، وعاد إلى وعيه ليجد شي يان أمامه وان أمره قد انتهي .
انتزع شي يان قلبه من صدره الذي ما زال ينبض بوجه جامد بارد .
" أن ما تسان ينتظرك على الطريق إلى الجحيم خذ بالك من نفسك وداعا"
" هووووووش !"
تفجرت على الفور نافورة الدم من صدر ما تشي. تفادي شى يان بسرعة الدم .
" طرررم! "
تسربت الحياة من عين ما تشي وسقط على ظهره ميتا ،غارقا في دمائه.
" السيد الشاب تشى! "
صرخ لي هان ، الذي خدره البرق ، بصوت عالٍ ، ووجهه يمتلئ رعبا ، غير مصدق كيف تمكن شي يان من التخلص من ما تشي بهذه السرعة ، ففرق القوة لم يكن كبيرا ابدا .
استدار شي يان ، ورفع يده اليسرى المغطاة بالدماء ،ولوح بها في لي هان أن اصمت :
"كفي صراخا سألحقك به الأن ، هذه هي دماء ما تشي ،هل تريد أن تذوقها ؟ "
وجم لي هان أكثر وصرخ : "شي يان ، أنت تسعى حتما إلى زوالك! أنت في مرحلة الميلاد ، لا فرصة لك في النجاة أمامي ! "
" تريد أن تقنع نفسك انك ستنتصر لأنك الأقوى ، وأنك في مرحلة اعلي مني ؟ طاقتك هذه بلا فائدة أمامي و لكن اليوم سأستخدمها للوصول إلى مرحلة الأنسان ! "
ثم حرك مهارة حقل الجاذبية لتحيط بجسد لي هان.
وفي ثواني ،ادرك لي هان انه دخل إلي دوامة تشبه التي يختبرها البحار في وسط اشد المحيطات هياجا واستمر جسده يدور مع الإعصار ولا يمكنه السيطرة على حركاته ،حتي طاقته الروحية لم يعد لديه سيطرة عليها.
سار شي يان نحوه خطوة بخطوة ، وجسده يحيطه ضباب أبيض كالشرنقة . ثم دخل [حقل الجاذبية ] واتجه إلي الخصم العاجز:
" عندما كنا في ستون وود أردت أن أقتلك حينها ولكنك اطلقت تلك القنبلة الزرقاء في الهواء واستدعيت باقي الأسرة .".
عندما دخل لي هان الدوامة تسربت الطاقة السلبية إلى جسده أثناء دورانه فيها وختمت طاقته لذا فلم يعد بإمكانه التحرك.
صرخ لي هان غير مصدق :
" أنت! دينغ يان! أنت دينغ يان !! "
" عائلتك هي من اعتدت علي أولا ، لذا لا تلومني علي قسوتي " قفز شي يان إلي منتصف الدوامة ووقف أمام لي هان وقد أمسكت أصابعه التي تشبه السكاكين بحلقه .
" الكراك ! "
علا صوت عظام الرقبة وهو يتكسر ، لقد مات لي هان وغادر الحياة مرغما .
في اللحظة التالية أختفي حقل الجاذبية!
وتدفقت الطاقة السلبية المليئة بالخوف واليأس والاشمئزاز من كلا من لي هان وما تشى إلى أوردة الطاقة في شي يان .
في دقيقة واحدة، وأصبح كلا من لي هان وما تشى جثتين جافتين ،وقد اختفت كل طاقتهم الروحية بلا أثر .
أخذ شي يان نفسا عميقا. وتنفس الصعداء ، وفحص المحيط ، ولكن لم يسمع صوتا، كان المكان هادئ للغاية ، حمل ما تشي بيد وبالأخرى حمل لي هان وغادر بسرعة هذا الزقاق . واسرع خلال الطرقات مسرعا كأنه شبح .
-
وبعد عشر دقائق .
وصل شي يان إلى بحيرة القمر ، في منطقة لا يذهب إليها أحد. هناك ألقى جثث لي هان وما تشى في البحيرة، وراقب الجثتين وهم تغوصان في البحيرة .
كانت تعابير كلا من ما تشي و لي هان تخبرك عما اختبروه قبل الموت ولكي لا يطلع احد علي سره عليه أن يخفي الجثتين تماما.
فلم يحن الوقت بعد ليكشف عن هويته . فعائلة بيمنغ لا تزال تبحث عنه . وليتفادى عيون عائلة بيمنغ ، كان عليه الاستمرار في إخفاء هويته الحقيقية. فقط يمكنه إظهار مهاراته في السر .
" سبلاش ! "
فجأة خرج وجه رائع مذهل من منتصف بحيرة القمر أصاب شي يان بالذهول.
كان جمالها مذهلا ، يوحي بالأناقة والنبالة ، جمالها غير عادي، وكأن سيدة البحيرة الأسطورية نزلت إلي الأرض .
كانت ترتدي فستانا مبتل يلتصق بجسدها ويظهر كل مفاتنها الرائعة ، وقوامها المثالي الفتان، طفا الجسد فوق البحيرة كما لو كان انعكاسا للقمر على سطحها.
لم يظل جسدها الساكن طافيا فوق البحيرة القمر ،لقد حاولت السباحة نحو الشاطئ .
حدق شي يان بعيون واسعة، هذه هي المرة الأولى التي اسكره فيها جمال امرأة إلى هذا الحد . هذه المرأة، سواء كان ذلك جسدها، أو حضورها، أو جمالها ،في مستوي أخر مقارنه بجمال مو يو داي .
" إنها المرأة الغامضة ! "
فقط عندما أوشكت على الخروج من البحيرة واقتربت من الشاطئ ، جاء أدراكه هوية هذه المرأة كالصاعقة ، إنها المحارب من مرحلة السماء الذي ظهر في المدينة اليوم وقلب المدينة رأسا علي يعقب .
تعليقات
إرسال تعليق