الفصل 83 : هوس بالتدريب
اسف علي التاخير تعرضت لمشاكل .......
تحت ستار الليل الصامت انطلقت عربتان من مدينة شولاي ببطء واحدة تلو الأخرى.
مدينة شولاي هي آخر مدينة في الطريق إلي مستنقع الهلاك . في الطريق بين مستنقع الهلاك و مدينة شولاي، وقعت غابة أشجارها متوسطة الارتفاع ، شق الناس طريق ضيق خلالها ، يسير فيه المرتزقة والتجار.
استمر تشو بينج في قيادة العربة ومن حين لأخر يلوح بسوطه كسائق محترف.
ومن حين لآخر تسمع صوت ضحكات تسوه شي ، وو يانليان العذبة القادمة من العربة . من الواضح أنهم استمروا في الدردشة ،وطوال الطريق ولم يتوقفوا عن الحديث للحظة.
أما العربة الاخري التي امتلكتها عائلة شي تلك العربة التي يركبها هان فينغ ،وكو لونج كانت صامتة صمت الموتي ، ولكن من حين إلي آخر ، يتبادلوا بعض الكلمات المقتضبة .
في أغلب الأوقات، سارت القافلة علي حذر ،وابقوا علي مراقبة المحيط.
جلس شي يان في العربة طوال الوقت ولم يخرج ابدا أو يتبادل الحديث مع أحد.
و ماعدا وقت الوجبات ، لم يخرج شي يان من العربة إلا نادرا!
وفي كل مرة ، تراه خارج العربة ، يبدو مرهقا مهموما ، وكأن هناك أمر يؤرقه .
-----------
في ساعة متأخرة من الليل.
توقفت العربتان بجانب جدول ماء يجري في الغابة ، نزلت كلا من الفتاتين من العربة واتجهتا الى الجدول حيث غسلا هناك ،وجهيهما هناك.
لم يمض وقت طويل علي مغادرة الاثنتان ، إلا وعادت الاثنتان تحملان بعض الماء في قرابهم ، ولكنهما لم يتمالكا نفسيهما ،وعندما لاحظا الصمت المطبق الذي خيم علي العربة الأخرى .
" ماذا يفعل هذا الفتي هناك؟"
لم يتمالكا نفسيهما من الفضول، تساءلت وو يانليان في حيرة : " لم اره يخرج من العربة إلا نادرا، و ما عدا أوقات الأكل التي يخرج فيها لإلتهام الطعام على عجل يبقى داخل العربة باقي اليوم، وفي كل مرة يخرج فيها، تراه مهموما من فرط التفكير ياله من فتى غريب."
وافقتها تسوه شى في رأيها: " لطالما كان غريب الأطوار، و لديه هوايات غريبة ،فهو يجمع الأثار التاريخية ،ويقضي وقته في دراسة اللغات القديمة، ولا أحد يعلم في في ماذا يفكر ،ولا ماذا يريد ان يفعل؟"
ضحكت وو يانليان بدلال : " تسوه شي ،هذا الفتى مختلف، عادة سيطاردك الصبية ، طوال اليوم ،يحاولون خطب ودك ، ولن يرحلوا عنك حتي لو طلبت منهم ذلك ، ولكن هذا الصبي ، لم يسأل عنك ولا مرة طوال الأيام العشرة الماضية ! ولا يريد أن يخرج حتي من العربة هذا حقا ...غريب ."
لم تتعجب تسوه شى من رأي وو يانليان ، بل أيدته هي الأخري ....
ففعلا شي يان لم يحاول أن يلتقي بها طوال الطريق : "لا تشغلي بالك به ، أنه غريب الأطوار !"
علي الرغم أن تسوه شى تعلم أن الكون لا يدور حولها ، لكنها كانت تعلم أيضا أنها كانت جميلة جدا، يرغب فيها الجميع ، وتصرفات شي يان ناحيتها كانت مختلفة تماما عن الطبيعي ، وعن تصرفات باقي الشباب في سنه.
لقد كان في فترة مراهقته وذروة الأحلام الرومانسية ، ولكنه كان زاهدا في النساء؟
وكل فتاة ومن ضمنهم تسوه شى ترغب في أن تشعر أنها مرغوبة ، لذا كانت تشعر ببعض الغضب من تصرفاته الغريبة ،ومن تجاهله لها.
جاء صوت شي يان من العربة . بعد ان ادرك ان العربة قد توقفت لجمع الماء :" أعطني قليلا من الماء."
سأل كو لونج زميله هان فينغ :" فينغ ، هل بقيت لديك أي مياه ؟"
هز هان فينغ رأسه بالنفي ،وأشار إلي وو يانليان وتسوه شي ،اللتين اقتربتا منهما :
" هم من يحضروا الماء هذه الأيام ، لقد انقلبت السماء على الأرض."*
تذكر أن ما حدث ليس كرما منهم، بل فقط لا تريد ان يتلصص عليهما أحد أثناء استحمامهم.
رفع كو لونج صوته ينادي علي وو يانليان ،وبابتسامة واسعة طلب: " أختي ، رجاء اعطنا بعض المياه ، السيد الشاب يان عطشان. "
"فليأتي ويأخذها بنفسه" تذمرت تسوه شى : " يجلس في العربة طوال اليوم، لابد أن رائحته نتنة! يا غريب الأطوار !"
ابتسم كو لونج في خجل ومال علي العربة ، السيد الشاب يان ، الأنسة تسوه تطلب منك الخروج لتحصل علي الماء بنفسك."
"همم؟ "
أجاب شي يان وفتح النافذة ليظهر وجهه الذابل :
كان شي يان خاملا ، عيونه مهمومة ، وكأنه يحمل هما كبيرا يؤرقه.
بدون تفكير، نزل من العربة وتناول الماء منها ، وشرب منها بجرعات كبيرة.
بعد ذلك ، أعاد حقيبة الماء إلى تسوه شى الغاضبة ، عاد إلى العربة وهو يغمغم :" عجبا ، الماء طعمه حلو... هذا الماء غريب فعلا......"
" شي يان !"
تذمرت تسوه شى وبوجه احمر ردت: " جعبة الماء تلك ملكي ! إنها ليست لعائلتك !"
انتبه شي يان هنا ،واستيقظ من تفكيره العميق بـ [ ختم الحياة والموت] وسألها : " وماذا في ذلك ؟ "
ابتسمت وو يانليان : " لقد شربت الأنسة تسوه شي من تلك القربة لتوها ، هيهي بالتأكيد سيكون طعمها مختلف. "
وتابعت ضاحكة :
" هاهاهاها، ربما بقت شيء من رحيق فمها علي فم القربة !"
احمر وجه تسوه شى ،وضربت الأرض بقدمها متذمرة:
" خالتي ! ........ عن ماذا تتحدثين ؟"
ذهل كلا من كو لونج و تشو بينج حتي هان فينغ ( السائس ) انتبه ،ونظر في اتجاههما.
ولكن بعد لحظة من الذهول ، تابع الثلاثة ما يفعلون ،وكأنهم لم يسمعوا شيئا ، كما لو كان كلام وو يانليان ووجه تسوه شى المحمر أمرا عاديا - علم الاخرين ان الموضوع كبير - .
ادرك شي يان ما يعني ذلك ،ولكنه تصنع الغباء ،وعبس وكأنه الجانب المظلوم، وابتسم :
" لا تقلقي أنا شخص منفتح ، ولم أكره طعم شفتيك ابدا"
ثم بسرعة ، عاد إلى العربة، واختفى بداخلها.
"هاهاها ....... هاهاها! "
علت ضحكات وو يانليان بشدة واهتز صدرها من فرط الضحك ، وكادت تسقط علي الأرض ،وعلمت أن شي يان ليس شابا مملا ابدا. بل شابا خبير بالنساء وكيف يداعبهم ويخطب ودهم، لقد كانت كلماته العفوية مضحكة للغاية وساخرة، وذات أثر بالغ علي تسوه شي التي لا يملئ شاب عادي عينها.
وبالفعل وقفت تسوه شى ذاهلة لوهلة ، مصدومة من الرد ،ثم اتسعت عيناها من الصدمة ،وصاحت غاضبة :
" شي يان! أيها الوغد!"
جاء صوت شي يان من العربة ،وكأنه لا يسمعها أو يسمع تذمرها : "عم هان ،هيا بنا لنذهب".
ابتسم هان فينغ بخبث ،وحث كو لونج علي الإسراع:
" سأفعل .... لنذهب هيا هيا"
انطلقت العربة ولأول مرة ،سبقت عربتهم عربة عائلة تسوه .
وقفت تسوه شى بوجه احمر لا تعلم من الغضب أم من الخجل ، زجرت وو يانليان بنظرة ثم نظرت إلي تشو بينج وصاحت بغضب " علام تضحكان ؟ ما الذي يضحكك هكذا؟ الأمر لا يثير الضحك!. جميكم في غاية اللؤم والقسوة !"
وبسرعة جرت إلي العربة وصاحت :" عمي بينج ، أسرع ! عليك أن تسبق عربتهم ! لقن هذا الوغد درسا !"
نظر تشو بينج إلي وو يانليان ببؤس ،فهو فعلا لم يفعل شيئا يستحق كل هذا التوبيخ - اعلم ان تسوه شي ليست قليلة الادب فقط هي مدللة وقرة عين جدها فهي تعبث مع الاكبر منها عادي.
قفزت وو يانليان إلي العربة ، حاولت مواساة تسوه شى:
" تسوه شى ، لماذا كل هذا الغضب ؟ انه لا يقصد شيئا بقوله "
" تبا له ! لقد قال .... لقد قال....." تذمرت تسوه شى باستنكار ولكن لم تجرؤ علي إكمال الجملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما شي يان فلم يأخذ الأمر بجدية ، ولم يفكر في الموقف اكثر من ذلك.
جلس في داخل العربة ، ساندا ظهره على جدار العربة ،والنصوص الغريبة تظهر في عقله.
بسرعة ظهرت النصوص المتعلقة بمهارة ختم الحياة والموت في عقله.
لقد وضع كل طاقته في تعلم تلك المهارة، حتي وهو يأكل استمر في التفكير في النصوص الغريبة. كان يرغب وبشدة في معرفة وفهم العملية التدريبية. حتى أوشك أن يصاب بالجنون من فرط التفكير.
لقد كان من هذا النوع الأشخاص - الذي إن صمم علي شيء ، فسيبذل كل ما يملك لإدراكه ، ولا يحيد عن هذا الهدف ابدا من النوع المهووس يعني الذي لا يستطيع الاستمتاع بالحياة مادام يفكر في شئ ما.
بعد سنوات عديدة مارس فيها الرياضة القاسية، وصل إلى استنتاج أن فقط عندما تصل إلي مرحلة الهوس ستصل إلي الكمال والإتقان ( حقيقة )*.
* المشكلة ان هذا الاتقان يكون علي حساب أمور أخري.
[مهارة ختم الحياة والموت] ! [ مهارة ختم الحياة والموت]!
وفي تلك اللحظة كانت تسيطر عليه فكرة واحدة، إدراك وفهم تقنية ختم الحياة ،والموت بأسرع وقت ممكن.
وسيكون من الأفضل لو تمكن من إتقان المهارة قبل أن يصل إلي مستنقع الهلاك.
فقط، لو تمكّن من إتقانها ، سيكون قادرا على حماية نفسه .عندما يصل إلي المستنقع ، وسيحوز المزيد من الفرص و الامتيازات، أثناء استكشاف الأطلال القديمة .
أغلق عينه ، وحاول أن يسترخي ، وبدأ يراجع ما قد فهم حتى الآن .
بعد برهة طويلة ، تحكم في طاقته الروحية لتتحرك خلال ذراعه الأيمن .
تحركت الطاقة المركزة إلي ذراعه الأيمن على مهل، لتستقر في يده اليمني.
بمجرد أن وصلت الطاقة الروحية إلي ذراعه الأيمن إلا أصبح شفافا . حتى صار بإمكانك أن ترى العروق والأوردة واضحة.
مع ذلك لم يلحظ شي يان تلك التغييرات الغريبة التي تحدث لذراعه بعد.
فعيونه كانت مغلقة ، وحاول بكل تركيز أن يطبق استنتاجاته التي وصل إليها ، ويصقل* الطاقة الروحية في ذراعه لعده مرات.
انتفشت عضلات ذراعه من فرط الطاقة التي اختزنت فيه ، هنا دفع بالطاقة كلها إلي كف يده.
الهدف من تلك المهارة .......
" تشي تشي تشي ! "
هنا اندفعت خصلات من الطاقة الروحية من أصابعه مثل البرق.
تلك الخصلات الخمس بدت كما لو كانت حية ، وهي تتحرك حول أصابعه ،ولكن لا تنفصل عنها.
"ليس بعد، هذا المقدار لا يكفي."
عندما فتح عينه، ونظر إلي شكل الطاقة الروحية المكثفة علي أصابعه . ظهر علي وجهه خيبة الأمل ، و غمغم سرا: " لابد اني أخطأت في شيء التجربة لم تنجح، كيف بحق يجب أن افعلها ؟"
سحب الباقي من الطاقة الروحية إلي داخل جسده مرة أخرى.
ثم غرق في أفكاره وتاه في هوسه في أن يجد السر وراء الختم .
تعليقات
إرسال تعليق