الفصل الثالث عشر : بناء سور البلدة

انشغلت ولم احضر معلومات عن ثيودليت اعذروني ...مشاكل ويا شباب شوية تفاعل انا عارف ان الذين يقراوا الرواية يتراواح عددهم من 15- 20 ولكن علي الاقل واحد جوجل بلس او مشاركة من خلال الفيس شوية ترويج يا شباب...والله واحدة فقط هي ما اريد وليس الفا.. انا بحبكم فعلا....
 
الفصل الثالث عشر : بناء سور البلدة

في الحال مضي إنتاج الاسمنت في الطريق الصحيح .ولكي يسمح براحة كافية لانا لم يشغل الفرن ( المصنع سوي مرتين او ثلاثة في اليوم الواحد. وكان عليه ليخرج باعلي إنتاج من كل عملية أن يزيد كمية المواد الخام . ولأجل هذا ، استأجر رولان المزيد من العمال حتى تضاعف عددهم الحالي.

ولكنه أيضا كان يدرك ان الاعتماد علي آنّا وحدها لتقوم بعملية الاحراق وحدها خطأ كبير. فالأشخاص الذين يواصلون العمل في بيئة تحوي غبارا كثيرا سيصيبهم المرض بعد فترة... وليس هذا فحسب فمتى زاد حجم الطلب علي الاسمنت في المستقبل فلن يصير بإمكان آنّا وحدها إشباع الطلب علي الاسمنت.

فقد اعتقد رولان ان الساحرات لايجوز ان تستخدمن كاشياء قابلة للاستهلاك ... بل يجب استخدامهم كقاطرة تدفع التنمية والتطور للحضارة الحديثة . ولكن علي الرغم أن رولان يدرك هذا بالفعل إلا انه الآن لا يملك سوي أن يستغل كل الطاقة والموارد البشرية المتاحة لبناء سور المدينة . فبعد كل شئ لو لم ينجح في صد الوحوش الشيطانية تلك فكل شئ يخطط لفعله سيصير هباء.

وبالفعل بدأت مرحلة الحفر لوضع أساسات السور لبناءه بين النهر تشو تشو (شريان الحياة الذي يربط المملكة كلها ونهاية الجبل الشمالي ،ولكي يزيد سرعة البناء تولي بنفسه الاشراف عليه.. وعندما التقط المجرفة ليقوم بخطوة الحفر الاولي ليعلن بها عن بدأ المشروع صدمت الجماهير المتفرجة من المشهد الذي رأووه

ولقد ظن رولان أن بعد حل مشكلة إنتاج الاسمنت فان العمل سيصير سهلا ومريح بلا عقبات . ولكنه سريعا اكتشف ان خبراته في الهندسة لم تكفي ليفهم المشروع . فمثلا اسئلة كـ: كم سيكون عمق واتساع الحفر ؟ كيف يتاكد ان ميل السور مناسب .. وكيف سيضمن ان السور الذي سيمتد لاكثر من 600 ياردة سيبني علي خط مستقيم ؟ لقد راي في الماضي مجموعة من الشباب اثناء انشاء احد الطرق وقد امسكوا مقياس يسمي ثيودوليت* . ولكن لا توجد هذه الة في هذا العالم !

وكرولان مهندس ميكانيكا القوي تعيس الحظ كان هناك المهندس المدني الذي كان يجاوره في الغرفة المجاورة .ولكن بالرغم من كونهما يحملان لقب مهندس الا ان محور دراسة كل منهما يختلف تماما عن الاخر. كما ان العمال الذين اعتادوا علي البناء بالطوب اللبن ليس فيهم من يملك خبرة سابقة في انشاء اي من المشاريع الحجرية الكبيرة .بل يمكنه الجزم ان خبرته في هندسة البناء تفوق خبرتهم بمراحل . لذا مضي البناء بوتيرة بطيئة للغاية فقد أستغرقهم أسبوعا كاملا لإكمال نصف الحفر فقط.

ولانه يعلم ان متي خرج العمل عما هو مخطط له فلن يتوقع احد ماذا سيكون شكل البناء النهائي . علي سبيل المثال بالرغم ان رولان قد حدد بدقة علي المخطط ( الورق عمق الحفر واتساعه الا انه اختلف لحظة التنفيذ من عامل حفر لأخر . ........ وكلما زاد عمق الحفر ضاق اتساع الحفرة اكثر واكثر ومن بعيد اذا القيت نظرة علي الحفرة لظهر امامك كثعبان يتلوي .

ومع ذلك ، لم يوقف رولان البناء. ولانه يعلم ان متى خرج العمل عما هو مخطط له فلن يتوقع احد ماذا سيكون شكل البناء النهائي لم يغادر ابدا موقع البناء سوي للقاء آنّا ساعة انتاج الاسمنت . ولباقي اليوم يحاول بالعين المجردة تصحيح الحفر وتهذيبه. ولحاجة رولان الشديدة لمهندس الانشاءات المفتقد رفع اجره .

ولحسن الحظ في نفس اليوم دخل عليه الوزير باروف أخيرا ان مهندس انشاءات قد تقدم الي الوظيفة . والذي ادعي انه كان عضو سابق في نقابه البنائين في جراي كاستل . وانه ينتظر خارج القاعة .. لمقابلة الأمير .

ما ان سمع رولان هذا الخبر حتى انفجر من الفرحة لعثوره علي المهندس ولكن حسب ذكريات الأمير الراحل تمتع أعضاء نقابه البنائين بشهرة جعلت حتى الأمير الرابع يعلم بشأنهم . فبسبب خطأ في البناء انهار المسرح الكبير لذلك حكمت المحكمة بحلها .

ولكن الآن ليس أمامه متعة الاختيار فكيف سيتم البناء بدون مهندس إنشاءات .

كسي رولان وجهه بالهدوء قبل أن يشير " احضره "

لقد نوى في البداية ان يطلب من آنّا الانصراف ولكن بعد تفكير وجد ان وجودها لن يكون مشكلة . فقليل من سكان البلدة الحدودية الذي بلغ الألفين عددا قد شاهدوا وجه آنّا وحفظوه.. ناهيك عن هيئتها الجديدة في فستان الساحرة الذي صممه بنفسه ... ومظهرها الذي يمتلئ برغبة الحياة والتفاؤل بدل هذا الجمود والاستسلام كل ذلك جعلها تبدو وكأنها شخص مختلف تماما .. وقد حسب أن حتى لو رآها الناس لن يتعرفوا عليها .

شعر كارل بالتوتر بينما ينتظر خارج القاعة . وقد نوى أن يخبر الأمير أن القيام بأي مشروع كبير في هذا الوقت من السنة ثم وبعد أن يحظي بثقة الأمير سيحاول شيئا فشيئا تغيير نظرته عن الساحرات . فالشائعات أخبرت أن الأمير عن تطرف الأمير في تصرفاته لذا ماذا سيفعل أن جاءت النصيحة بعكس النتيجة المرجوة .

وبينما تعصف الظنون بعقله طلب اليه الدخول وعندها دخل حانيا راسه ليحيي الامير بانحناءة ولكن عندما رفع راسه. صدمته رؤية الفتاة التي تقف بجانب رولان .. دعك كارل عينيه غير مصدق لما يراه وأفلتت من فمه اسم " آنّا ....! "

حينها توقف قلب رولان عن النبض وأوقع في يده . كيف حصل هذا ؟" كل ما أراده أن يستأجر مهندس إنشاءات من اين كان سيعلم انه سيتصادف أن يكون جارا لآنّا .. لا ومن الواضح انه يعرف آنّا جيدا وإلا ما تعرف عليها من الوهلة الأولي. وعندما حدق رولان بكارتر... أدرك رئيس الفرسان الأمر ، وأغلق باب القاعة فورا .

" المعلم ... "

ردة فعل آنّا جعلت رولان متحيرا فعن أي معلم تتحدث ؟

"آنّا ا .. انه أنت حقا" وبينما ينطقها شعر بالدموع تملئ عينيه... قبل ان تنهمر. ويسقط علي الأرض علي الأرض " انا أسف ..أسف ... ولكن هذا جيد أيضا جيد للغاية "

وبعد أن هدأ روع كارل قليلا ، كافح ليقف مرة أخري قبل ان ينحني لرولان مرة اخري معتذرا " انا اعتذر لسموك ... علي تصرفي "

"ماذا يجري هنا ؟" ألست مهندس بناء ؟

" لقد كنت كذلك " بعد ان استعاد كار هدوءه صار حديثه فصيحا ..سلسا اذا فسموه لم يقتل آنّا ومن شنقت كانت بديلا عنها ..... عندما أدرك كارل هذه الحقيقة وضح الطريق أمامه. فهو وان لم يكن يعلم لما أنقذها الأمير .. ولكن حتى لو اتخذها الأمير جارية له فهو مصير أفضل من الإعدام . وهذا أيضا يعني أن الأمير لا يخشي من لعنات الساحرات التي تروي عنها الحكايات .

لذا بدا بسرد حكايته منذ أن هرب من جراي كاستل وحتى وصوله إلي البلدة الحدودية ثم إنشاؤه لمدرسة فيها وعن اكتشافه أن احدي تلميذاته " نانا باين " قد صارت ساحرة . وفي النهاية توسل للأمير أن يأوي نانا هي الاخري في القصر حتى لا يكتشف أمرها .

صحيح أن آنّا لم تنطق بكلمة طوال حديثه إلا أن شعور بالدفء قد وجد طريقه إليها عندما رأت توسلاته لأجل نانا

هه أخيرا ساحرة أخري ! هذا خبر حقا مهم وجيد أيضا ولكنه يعرف اسم باين هذا . وعندما سال رولان باروف عنه علم انه احدي العائلات الارستقراطية التي تسكن البلدة الحدودية .

" احضرها الي هنا وان كانت ساحرة سأتأكد من ألا يصيبها أذي " هكذا وعده رولان قبل ان يتابع " ولكن لا يمكني أخذها هنا أن رفضت عائلة باين هذا .. وخصوصا أنها لم تتعرض إلي إيذاء من والديها أو من العائلة . أيضا ، ليس ما حسبته هو سبب انقاذي لانا .."

لقد رأي أن إخبار كارل عن حقيقة نواياه هو الأفضل " بل أحتاج الي مساعدتها . فانا اعتقد أن مقولة استمدادهم لقواهن من الشيطان هو محض هراء. وأومن أن قدرات الساحرة بغض النظر عن كونها مؤذية أم لا يمكن التحكم فيها . والاستفادة منها. لذا سواء كانت آنّا او نانا او أي ساحرة أخري ... طالما لم تكسر القانون لترتكب فعلا خاطئ لن اسمح أبدا بمعاقبتها.

" والان .. بشان العمل .. هل عملت في أنشاء جدار جراي كاستل " غير الأمير مجري الحديث لينتقل إلي أمر البناء ذا الأولوية .

أومأ كارل " اجل" . صحيح أن الأمير أحاطته شائعات كثيرة لا يدر إن كانت صحيحة أم لا .. وهو لا يدري كيف سيستعين بقدرات الساحرات ولكن مادام أجاب رغبته لحماية نانا فكل شئ أخر علي ما يرام ولا يحتاج أن يسأل عن شئ أخر .

حسنا أنا انوي بناء جدارا يمتد من نهر تشو تشو وحتي نهاية الجبل الشمال بهدف منع غزو الوحوش الشيطانية. ومن الان وصاعدا صار مشروع البناء مسئوليتك "