فصل العاشر : البَنَّاء ( مهندس الإنشاءات )

اعتذار واجب للتأخير الجهاز تعطل والنت قطع وقمت بالعمل باسرع ما امكنني اسف للتأخير والقراء من تعطلت تعليقاتهم لم أقصد ولكن لا يمكنني الدخول علي منصة بلوجر من الهاتف.شباب موقع جديد اسمه نادي الروايات عليه روايات مترجمة وتحية لاول تعليق علي الفصل القارئ : 

Abdelbar Akhouirate

فصل العاشر : البَنَّاء ( مهندس الإنشاءات )

هذا الأسبوع الجو لم يكن جيدا السماء كساها اللون الرمادي وكالطقس السيئ كان مزاج كارل سيئا للغاية

مشي علي الطريق الصخري ومن حين إلي حين يحييه الناس أثناء مسيرة ففي المدينة يدير كارل مدرسة - في مملكة جراي كاستل يذهب ذوي المواهب من أبناء النبلاء إلي مدارس ليدرسوا صنوفا من العلوم - أما هو، فقد افتتح مدرسة لتعلم العامة من الناس؛ لذا هنا في البلدة الحدودية يحظي باحترام كبير وسمعه طيبة

" مهلا سيد كارل ، صباح الخير ."

" سيدي هل يبلي ابني جيدا في المدرسة ؟؟؟"

" سيد كارل لنذهب للصيد معا متى تكون متفرغا "

في الأوقات العادية يبتسم كارل ويجيبهم ولكن اليوم لم ينطق بكلمة بل اكتفي بالإيماء إليهم .

فمنذ أن رأي إعدام آنّا صار العالم في نظره اسودا ومعيبا خالجه هذا الشعور منذ أن غادر جراي كاستل وجاء إلي هنا ولكنه حاول بكل ما قوة أن يتجاهله وانهمك في عمله ليدفن هذا الشعور إلي حد ما مستعينا بابتسامات طلبته البريئة .

ولقد ظن أن موت آنّا لن يغيرعالمه كثيرا ولكن بعد الشنق فوجئ بعالمه يتصدع  تماما . فطوال نصف عام رافق فيه آنّا في المدرسة . فمن بين ثلاثين طالبا هم زملائها في الفصل لم تبرز بينهم بمظهرها العادي ولم تتحدث كثيرا ولكن شيئا ما بشأنها جعل كارل يعجب بها

لقد كان شغفها الشديد إلي المعرفة لا يهم ماذا سيدرس الأدب أو التاريخ دائما ستتذكر ما يقول منذ المرة الأولي مهما كان مملا .

ولكن لاحقا شب حريق في منزلها لاقت فيه والدتها حتفها فيه ومن ساعتها لم تأت آنّا إلي المدرسة مرة أخري ولم يرها هو ابدآ حتى أسبوع مضي عدما أعلن أنها أدينت بكونها ساحرة وشنقت في ساحة المدينة .

بتهم مثل " أغواها الشيطان " وشخص غير طاهر لوثه الشيطان وصارت شرا . والعديد من صنف هذا الهراء ولأول مرة في حياته راودته الشكوك في الكنيسة و تعاليمها * * * *

هو لا يدري سواء كانت آنّا ساحرة آم لا ولكنه يوقن أنها لم تكن أبدا شريرة . وان كان من أحد يستحق أن يلقب بأتباع الشيطان هم هؤلاء الموظفون من العاصمة الذين ليوفروا بضعة مئات من العملات الذهبية غشوا في مواد البناء وتسببوا في انهيار المسرح الذي كانوا علي وشك الانتهاء منه لينهار فوق رؤوس العمال ويقضي تحت أنقاضه 30 بَنَّاء من النقابة.

ولكن هل شنق احد ؟  لا أبدا ولا واحد وبينما تشنق فتاة لم تبلغ بعد لم ترتكب شرا أبدا حكم القاضي في النهاية أن رئيس البناءون لم يكن جيدا كفاية للقيام بمثل هذا العمل وحكم بنفيه وحل النقابة وتسريح البناءون . 
ان كان احد يستحق الإعدام فليست تلك الفتاة البريئة التي لم تبلغ بعد والتي يملؤها الفضول نحو هذا العالم الذي لا تجهل عنه كل شئ لم تكن هي من يستحق الإعدام   بل هؤلاء الفاسدون من جراي كاستل . وكثيرا ما تسائل كارل هل عميت انظار الهة هذا العالم مهما كانوا عن رؤية الظلم والشرالواضح.
 
أما كارل الذي علم القصة الحقيقية فقد اختار أن يبتعد عن الأضواء ورحل في صمت عن جراي كاستل ومضي نحو الغرب ليستقر في النهاية في البلدة الحدودية.

هنا تمكن من إنشاء مدرسة صغيرة ارتادها العديد من الطلبة

وليس تلك الفتاة البريئة التي لم تبلغ بعد والتي يملؤها الفضول نحو هذا العالم الذي لا تجهل عنه كل شئ لم تكن هي من يستحق الإعدام بل هؤلاء الفاسدون من جراي كاستل .

ولكن القشة الأخيرة التي نسفت إيمانه كانت نانا التي لا تشبه آنّا في شئ بل يمكنك أن تقول أنهما متناقضتان تماما . فنانا كانت فتاة نشيطة مشهورة بين زملائها في لمدرسة وفي المدينة . كانت نادرا ما تحضر الدرس وان حضرت لا تنتبه إليه بل تتطلع دائما نحو الاعشاب والحشائش اغلب الوقت وان سألتها عما تفعل أجابتك ببساطة "أراقب هذا القتال بين نطاط الغيط والنمل "

وجهها البشوش لا تفارقه الابتسامة أبدا وكأنها ليست جزءا ممن هذا العالم القاسي ولا تدري عنه شيئا .علي الأقل هكذا كان يراها في المدرسة حتى انه تساءل كثيرا هل جربت تلك الفتاة حزنا قط.

ولكن عندما جاءته بوجه عابس منذ يومين لتفاجئه بسؤالها " أستاذ هل سيشنقونني أيضا كما فعلو بآنّا "

عندها فقط علم أن تلميذته نانا ساحرة أيضا وشعر ان هذا العالم يستهزئ به حقا ... ويلعب معه لعبة سخيفة لتعذيبه وحسب .

أحس كارل بأحدهم يجذبه لينتبه أخيرا أن قدمه قد قادته اللي ساحة البلدة حيث اجتمع العديد من السكان حول إعلان وقد اخذوا يتصايحوا فيما ببينهم يبحثون عن أحد يقرأ لهم المكتوب

قبل أن يشير احدهم إليه " أليس هذا الأستاذ كارل لنسأله ليقرا لنا الإعلان ؟"

عندما انتبه من في الساحة إلي كارل أفسحوا له الطرق وتقدم منه احدهم وقد علت وجهه ابتسامة

" أستاذ كارل ساعدنا علي قراءة الإعلان ؟" قبل أن يتابع متهكما لقد كان ميج علي وشك أن يقرأها لهم ولكن أصابه مغص في بطنه وذهب ليقض حاجته ولم يعد من ساعتها "

هنا علت ضحكات الجميع .. أومأ كارل لهم برأسه مبتسما عندما وقعت عينه علي الورقة التي تحمل إعلان أخر مختلف هو إعلان إعدام آنّا حينها تجمدت الابتسامة علي شفتيه . فقد أدرك حينها أن كل هذه الابتسامات والحفاوة محض ادعاء زائف وان الجميع يخفي حقيقته المجرمة خلف قناع من الزيف .

ولكنه تمالك مشاعره ودفنها عميقا قبل أن يبدأ في قراءة محتوي الإعلان .

" الأمير يرغب في استئجار أيدي عاملة من أجل بناء جديد في البلدة الحدودية هناك العديد من الوظائف الشاغرة "

وكلما حانت منه نظرة علي إعلان الإعدام غمره إحساس بالذنب ز.أنا أيضا قتلتها ؟ أنا مثلهم تماما بل أسوأ ؟ الست أنا من لقنهم تعاليم الكنيسة كلمة بكلمة وقد قمت بعمل جيد في هذا لقد كنت حقا معلما جيدا ... شعر حينها بمرارة في فمه فكل ما يعرفوه هو ما علمهم إياه انه ممن علمهم أن الساحرات شرا يجب التخلص منه.

" محطم صخور : يشترط أن يكون ذكرا عمره من 20 – 40 عاما بصحة جيدة الأجر 25 عملة برونزية في اليوم "

"صانع قوالب < طوب > لا يشترط الجنس العمر 18 عاما فأكثر الأجر 45 ملة برونزية "

" مناول طوب العمر 18 عاما فأكثر يشترط أن يكون ذكرا


.


.


. "

لا عليه أن يفعل شئ ما صحيح انه لن ينفع آنّا بشئ ولكن بإمكانه إنقاذ نانا . لقد انهارت النقابة لأني صمت عن الفساد آنّا شنقت لأنك صامت هل ستصمت أيضا و نانا تذهب أيضا إلي الجلاد .

لكن ماذا بيده أن يفعل هل يأخذ نانا ويغادر البلدة الحدودية ولكن ماذا عن عائلته التي تحلت معه الصعاب وسافرت معه طوال الطريق من جراي كاست لوحتي البلدة الحدودية وعندما بدأت حياتهم تتحسن قليلا سيكون عليهم المغادرة مرة أخري وهل سترضي نانا أن تغادر وطنها حيث عاشت حياة الرفاهية والثراء.

غمرت كل هذه الأفكار رأسه بينما لم يتوقف عن القراءة....

" مهندس إنشاءات : لا يشترط العمر أو الجنس يفضل خبرة في إنشاء القلاع و التحصينات باجر يصل لعملة ذهبية مع فرصة لتعاقد طويل ."

" تنبيه : من يمتلك الخبرة والإتقان سيحظي بفرصة الحصول علي وظيفة رسمية ثابتة ."

علت الضوضاء بين الجموع بعدما سمعوا لإعلان وخمنوا جميعا أين ذهب ميج المخادع. وتحدثوا عن العملة الذهبية التي تفوق اجر الفارس ومن قد يحصل عليها .

" هل ستذهب إلي الوظيفة ؟ "

بينما مالت إحداهن علي زوجها :

" أنت لا تقف مكانك هكذا ؟ اذهب واحصل علي عمل فهو خير من مهنة الصيد علي الأقل ستنال أجرا عن عمل كل يوم ولن تعود خالي الوفاض "

" صحيح وقد افقد حياتي في الصيد و لكن علي الأقل سأضمن حياتي في العمل الجديد "
لم ينتبه كارل لكل هذا اللغط بل تفحص التوقيع بجانب شعار المملكة في نهاية الإعلان ..... توقيع الأمير رولان .

وتساءل : " ألا يعلم الأمير عن أشهر الشياطين ؟ ومهما أراد أن يبني فليس هذا الوقت المناسب أبدا .. أيجهل الأمير كل شئ عن البناء .... هنا خطرت برأسه فكرة لماذا لا يذهب إلي الأمير ويقنعه أن نانا ليست شرا أبدا ولو نجح في إقناع السلطة الأعلي في البلدة فستنجو بالتأكيد .

ابتلع كارل ريقه من هذه الفكرة التي قد تذهب برأسه فهو أن تمكن من إقناع الأمير المعروف بتصرفاته الغريبة وكراهيته للكنيسة بأن الساحرات ليسوا شرا محضا فستنجو نانا بالتأكيد ولكنه منم وقع علي حكم الإعدام . اجل ولكن الجميع رأي انه لم يرد ذلك حقا .

كما انه مازال شابا صغيرا وسيسهل إقناعه ففي النهاية كيف لفتيات لم تبلغ عمر الزواج بعد أن تصير شريرات فجأة يقمن بأفعال منكرة وشنيعة .

بالطبع قد ينتهي به الأمر كمساند للساحرات ومهر طق وتنتهي حياته علي نفس المشنقة بجانب الساحرات كما بنص قانون ا لكنيسة " أي شخص يظهر تعاطف أو شفقة للساحرات هو شخص باع روحه للشيطان ويعدم "

حسنا الأمير هو ملاذه الأخير .... الأمير الذي يكره الكنيسة بشدة هو فقط منم بإمكانه ضرب فتوى الكنيسة بعرض الحائط هكذا طمأن نفسه قبل أن يذهب رغم كل الخطر للقاء الأمير رولان.