الفصل 88 – أعداء جدد في المستنقع
الرجاء ايقاف مانع الاعلانات .... وان امكنك التعليق أكون شاكر و ان أخبرتني عن أخطاء أو أقتراحات أكون شاكر.
وقع وادي الين، في وسط مستنقع الهلاك. ويسيطر عليها الثعبان ذو الرؤوس التسعة؛ في كل مكان من المنطقة الخارجيةمن مستنقع الهلاك تري الطين الأخضر القاتل والبخار السام. تقريبا، لا توجد به قطعة جافة واحدة.
مع ذلك، وادي الين، الواقعة في المنتصف كانت استثناء.
هناك، لا مستنقعات، ولا فقاقيع. كانت الأرض شبه مستوية، وبالرغم من أنها لم تكن جافة تماما، ولكنها لم تكن رطبة مثل المنطقة الخارجية من مستنقع الهلاك.
كان مستنقع الهلاك، مكان استثنائي. فقد غطته، سحب سوداء كثيفة طوال السنة، لدرجة أن حتى الشمس، والقمر، والنجوم لا يمكن رؤيتهم.
ربما كان هذا هو السبب في طاقة الين كانت في غاية الكثافة. أي شخص يدخل وادي الين، كان يشعر بعدم الارتياح.
لم تكن البرودة داخل المكان تصل إلى درجة التجمد، ولكن طاقة الين كانت في كل مكان فيه وبكثافة، تجعل البرودة تصل إلى العظام. ويشعر من يدخل إليه أنه دخل قد دخل فضاء مختلف، مملوء بالأرواح الشريرة التي تحيط به من كل جانب، وسيشعر الأنسان فيه بالخوف المرضي غير المبرر.
بمجرد أن دخل شي يان إلى وادي الين، تغير وجهه قليلا. وعندما استنشق نفسا عميق شعر بعدم الراحة يتسرب إلى عظامه. بالرغم من أن الجو لم يكن باردا هنا، إلا أن الشعور بعدم الراحة والقلق كان موجودا وبوفرة.
واقفا فوق الأراضي الباردة، فحص شي يان المكان ووجد أن بعض النباتات الغريبة الهيئة قد انتشرت في أرجاء المكان.
تلك النباتات لم تكن طويلة، بل بأقصى تقدير بلغت خمسة أو ست أمتار، ولكن كان الغريب هو النمط الذي نمت به كل تلك النباتات وأزهارها شاحبة التي تفتقد إلى التنوع والتفاوت في اللون.
بل إن بعض النباتات، التي نمت أزهارها بدت كوجوه الأشباح، التي بعثت الخوف والرعب في النفوس.
فقط بوقوفك بين تلك النباتات، جعل شي يان يشعر بالتوجس وبعدم الارتياح. وكلما نظر إلى تلك النباتات كلما شعر بانها قد تهجم عليه وتعضه في اللحظة التالية.
استمر زو كاي في الثرثرة وهو يشير إلى النباتات المختلفة، في وادي الين:
"طاقة الين هنا، كثيفة جدا، وكذلك النباتات التي تنمو هنا كذلك في غاية الغرابة. بل إن بعضها قد يمتص طاقة الين وطاقة الموت من الجثث. بينما الأخرى ستهاجم بمجرد أن تشعر بأنفاس الإنسان، وتتعقبها، حتى يلقى حتفه."
ثم تابع: " بالإضافة إلى النباتات، عليك الحذر من الوحوش المسحورة. الوحوش المسحورة هنا تكره الغرباء. ولو لمحوا أحدهم قادما، سيهاجمونه حتى يلقي الغريب. عادة عندما يصل المحاربون إلى مستنقع الهلاك، فسيفضلون استكشاف المنطقة الخارجية."
"فحيح، "فحيح، فحيح!"
ظهرت ثعابين فضية مبقعة بالأبيض، من تحت النباتات.
تلك الثعابين بلغ طولها حوالي الأمتار الثلاثة طولا. رؤوسهم كانت في شكل مخروطي، وقد ترك جسدها دوائر على الأرض (حركات الثعابين) كلما سارت. وعينها الصغير بحجم حبة الفول تبعث منها القسوة والتعطش للدماء.
بضعة عشرات من تلك الثعابين، كانت تفح وتخرج من بين النباتات. في الحقيقة تلك الثعابين كانت تعلم كيف ينقسمون في تشكيلات، ومن كل الاتجاهات أحاطوا بـشي يان وباقي المجموعة.
تنهد زو كاي: " تلك وحوش مسحورة من المستوي الثاني، تسمي الثعبان الدودي."
وفجأة ضرب الأرض بقدمه.
عند ذلك انبعثت ذبذبات من تحت قدمه! انطلقت في دوائر، مركزها قدمه، وانطلقت في كل الاتجاهات.
"البوب البوب البوب! البوب البوب البوب!"
أينما وصلت الذبذبات، فستنفجر العشرات من تلك الوحوش المسحورة من المستوي الثاني، وتطاير الدم البني منها في كل مكان.
تنهد زو كاي، ووجهه يمتلئ اشمئزاز: "أكثر ما أكرة هو الأفاعي!"
ثم استدار إلى تشي تشاو وقال: "قبل أن نصل إلى الثعبان ذا الرؤوس التسعة، أنا سأهتم بكل العقبات التي سنلتقيها في الطريق. وسيكون ذلك هو مقابل اشتراكي في الرحلة إلى بوابة السماء"
أومأ تشي تشاو برأسه موافقا، ورد: "أنت تعلم الطريق، وستكون دليلنا."
لم يضع زو كاي الوقت، وتقدم المجموعة. واختفت بقايا الدخان الأخضر المسموم، من الهواء شيئا فشيئا.
وعندما شعرت النباتات من وادي الين، بالضباب السام الأخضر يختفي. تراجعت إلى الوراء، كما لو كانت خائفة.
تلك النباتات كانت تبلغ، الأمتار الثلاثة طولا، ولكن بعد أن سار زو كاي من خلالها، تقلص حجمها لمتر واحد فقط، وصار من الجلي أنها صارت أقصر كثيرا.
اندهش شي يان من المنظر؛ ولمعت عيناه. مشي بين النباتات، يحاول اختبارها. لقد لا حظ أن أينما مر زو كاي، فستصير النباتات في غاية اللطف والهدوء.
ومع ذلك، لو تأخر عن اللحاق بـزو كاي، وحاول أن يسير بعيدا عنه لعدة أمتار، تلك النباتات بالفعل ستفتح أفواهها وتلتصق به، ولن يتركوه إلا جثة هامدة.
" يا فتي، ماذا تفعل لو كنت لا تريد الموت، يُستحسن أن تتبعني وتتوقف عن العبث." التفت زو كاي إلى شي يان وزجره بكلماته. ثم غمغم بصوت منخفض:" أنا لا افهم البشر، أنتم تعلمون أنكم ستدخلون وادي الين، أحضرتم معكم اثنين لا نفع فيهم، هل ينتوون التضحية بهم في اللحظة الحاسمة...؟"
بالطبع كان يقصد زو كاي بالعبء كلا من شي يان وتسوه شى بالتأكيد. فكلا منهما كان في مرحلة الإنسان وحسب، وهم أضعف من في المجموعة.
ظهر شي يان غير مكترثا، ولم يبالي بحديث شي يان.
ولكن تسوه شى لم تتحمل وقالت بضيق: " بماذا تتفوه أيها السحلية الكبيرة؟ من العبء الذي تقصده بكلامك؟ همفف! لو لم تكن تريد الاستمرار في الرحلة معنا، يمكنك المغادرة الأن. فبدونك ستستمر رحلتنا."
" يا فتاة، من دعوتيه بالسحلية؟" أرتجف من الغضب للحظة وجه زو كاي الأخضر الداكن المغطى بالحراشيف، قبل أن يتابع بنبرة تهديد، وهو يتحداها: " أعيدي ما قلت مرة أخري!"
"حسنا!"
عبس تشي تشاو، ووبخ تسوه شى: " إن زو كاي هو شيخ، وله احترامه. لم نكن لنسافر خلال المستنقع بتلك السهولة لولا زو كاي."
ثم نظر إلى زو كاي: " ألا تقدر أن تمسك لسانك القذر هذا؟ لولا طبيعة لسانك البذيء... لم أكن لأقاتلك حتى الموت، في المرة السابقة. لماذا تكرر فعلتك مرة أخري؟"
نظر زو كاي إلى تسوه شى بقسوة، والحراشف على وجهه تهتز مرة أخري، ولكن هذه المرة توقف عن البرطمة.
تسوه شي مع ذلك، كانت ترغب أن تكيل له بعض الشتائم، لكن تحت نظرة تشي تشاو المحذرة. قلبت شفتيها وتوقفت عن الكلام.
وقف العملاقين بجانب شيا شينيان علي يسار تشي تشاو وبقيه المجموعة. لم تتدخل في النقاش، وبدت غير مكترثة بما يحدث؛ لقد تجاهلت زو كاي، ولكن أيضا لم ترغب في التحدث إلى تشي تشاو.
مع ذلك، أحيانا كانت تسرق نظرات سريعة ناحية شي يان من حين لأخر. كانت مشاعرها مرتبكة جدا تجاهه، ولا أحد يدري فيما تفكر فعلا.
منذ أخر مرة تحدثت فيها مع شي يان عندما أخبرته أنها ستحميه من هجوم زو كاي، لم تتبادل معه كلمة أخري معه.
كذلك شي يان كان عاقلا، فلم يحاول الاقتراب منها.
ذلك الجو الغريب بينها وبين شي يان، لفت انتباه تسوه شى وتشي تشاو، تسوه شى، والبقية أيضا أصابهم العجب من تصرفاتهما الغريبة. ولكن الجميع تجاهل هذا، وكأنهم لم يروا شيئا، ولم يحاولوا سؤال أيا من الشخصين عن حقيقة الأمر.
"فقط، هيا اتبعوني. إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، من الأفضل لك أن تعرف مكانك! " تذمر زو كاي، ثم نظر بسوء نية ناحية شي يان.
بدا شي يان واثقا، ولم يلقي بالا لـزو كاي.
وفي هذه اللحظة، عبس وجه تشي تشاو، وظهر بعض الاضطراب على وجهه.
"ماذا حدث؟" كذلك تغير وجه شيا شينيان، عندما شعرت بالتغير علي تشي تشاو.
" لا شيء."
هز تشي تشاو رأسه بالنفي: وقال بهدوء، " لقد شعرت وحسب فجأة بشيء غريب، ولكنه اختفي بسرعة. أخشى انه كان مجرد وهم."
بعد قوله هذا، أصاب التوتر كل الموجودين. تساءلت تسوه شو: "هل هو محارب من مرحلة السماء؟"
هز تشي تشاو رأسه بالنفي:
"أنا لا أعرف."
رد فعل تشي تشاو ألقى بالظلال القاتمة في قلوب الجميع، الذين شعروا بالتوجس.
ـــــــــــــــــــــــــ
تراكمت النباتات ذات خصائص الين في مجموعات احتلت وادي الين.
هناك وقف شخص بالغ في الأربعينيات من عمره شاحب الوجه حسن الهندام ويرتدي مثل الموظف الحكومي ساكنا هناك.
حوله وقف حوالي خمس وثلاثين محاربا، كسا وجوههم نفس الشحوب. أحد هؤلاء الشباب، كان صغير السن فقط في أوائل العشرينات. بشعره الطويل الذي يصل حتى وسطه، وبدا في غاية الجمال، وتحيطه هالة من الشر.
سأل الشاب بفضول :"سيدي؟ ماذا اكتشفت؟"
أخبرهم الشخص " لقد وصلت الأهداف بالفعل إلى داخل وادي الين، ولقد استخدمت روحي لتحسس أحوالهم. ولكن روحا أخري شعرت بي."
" هل كان من عائلة بيمنغ؟"
"لا لا، لقد أتي بيمنغ شانغ إلى هنا، منذ فترة طويلة."
" لماذا لم يأتي لمقابلتنا بعد؟"
" لقد وصلت الأهداف إلى هنا، وسيأتي بيمنغ شانغ قريبا."
-
لم يمض يوم واحد.
وصل بيمنغ شانغ وحده إلى حيث اجتمعت طائفة من الناس وسط هالة من الطاقة الباردة:
" رئيس منظمة العالم المظلم؟"
فور وصول بيمنغ شانغ ضم قبضتيه وحيا الشخص الأربعينى المجهول وقال: " كيف أناديك؟"
نظر رئيس منظمة العالم المظلم بهدوء: " زو زاي هي، لقد سمعت عن أسم رئيس عائلة بيمنغ. أما وقد ألتقيتك اليوم، فحقا أنت تستحق سمعتك."
ابتسم بيمنغ شانغ ابتسامة واسعة ورد بانفعال: " أخي زو، أنت هو الشهير ذائع الصيت. لقد سيطرت منظمة العالم المظلم على إمبراطورية النار لذا إن الأخ زو يمتلك بالفعل موهبة حقيقية، وبالعمل مع الأخ زو في هذه المهمة، التي أتمنى من خلالها أن يخرج الجميع رابحا."
عبس رئيس منظمة العالم المظلم: "أين فتاة عائلة مو؟"
" بعد أن ننتهي من استكشاف بوابة السماء، سأسلمها لك بنفسي" نظر بيمنغ شانغ إلى جميع الحاضرين من أفراد المنظمة، وتابع: "أخي زو، لماذا أحضرت الكثير من المحاربين معك؟ ألا تخاف أن يكتشف امرنا؟"
" نحن، أفراد منظمة العالم المظلم، نحسن التخفي، نحسن التخفي، وإخفاء أثارنا، لا داعي لتقلق بشأن العدد، أخي بيمنغ؟"
"حسنا! أذا " أومأ بيمنغ شانغ برأسه. ثم واصل حديثه:" لقد ظهرت المجموعة الأخرى، ويبدو أن هدفها هو المنطقة الداخلية من مستنقع الهلاك التي تسمي وادي الين. لو تطورت الأمور معهم، أتمنى من الأخ زو أن يساعدنا. ولكن لا أريدك أن تكشف عن نفسك في وقت قريب، أو ستظهر مو يو داي حقدها."
" إنها مجرد فتاة مدللة، هل تري هناك حاجة لتهتم بها، أخي بيمنغ؟"
"أنا لا أهتم بتلك الفتاة، ولكن هناك معضلة أخري إنها الفتاة التي بصحبتها. الروح القتالية التي تمتلكها ستكون مفيدة لعائلة بيمنغ. ولا أريد لتلك الفتاة أن تعلم إنني من سلمت مو يو داي إليكم، والا ستتأثر علاقتها."
"بالتأكيد، السبب في اني لم أظهر بهويتي الحقيقية ، هو رغبتي في التعاون معك. أظهر للعالم دائما بهويتي رئيس منظمة العالم المظلم الذي يرتدي القناع، ونادرا ما أعلن عن وجهي الحقيقي للآخرين. تلك الفتاة من عائلة مو، لم تراني من قبل، ولن تتعرف على ابدا. يمكنك التأكد من هذا، أخي بيمنغ."
"حسنا، سنلتقي مرة أخرى في وادي الين. وحتى هذا الحين، سأستمر في إرسال رسائل عبر الاتصال الروحي، أرجو أن لا تتخلي عنا أخي زو."
بعد ذلك غادر بيمنغ شانغ المكان بهدوء، واختفي جسده في الهواء كأن لم يكن مخلفا طاقة باردة خلفه.
" سيدي، بيمنغ شانغ ماكر وله مخططات خفية. هذه الرحلة إلى بوابة السماء محفوفة بالمخاطر، علينا أن نتوخى الحذر منه، فهو ليس مأمون الجانب."
"لا تشغل بالك. معلمتك هنا، وهي تراقب الأمر في الخفاء. "لو حدث أمرا ما وظهر أحد الكنوز، فستعود ملكيته بالتأكيد إلى منظمة العالم المظلم!"
شهق الشاب الوسيم صغير السن: "معلمتي جاءت أيضا؟".
"نعم، لقد وصلت إلى وادي الين منذ فترة طويلة. مع كل إنجازاتها في التخفي، لن يتمكن أحد من الموجودين في وادي الين من الإحساس بوجودها.
" ها، هذه الرحلة إلى بوابة السماء هي في جيب منظمتنا."
" هاها، أجل."
تعليقات
إرسال تعليق