الفصل 86 : الرحلة في داخل مستنقع الهلاك
" أجل... حسنا "
سألته وهي تضغط على أسنانها:" ذلك اليوم في الخان، لقد قمت .... مع هاتين الفتاتين؟"
" أجل... حسنا لقد كان أنا "
"أيها المنحرف الحقير!"
لـم يستـطـع منع نـفسه من الضحك أومأ برأسه وقال بهدوء: "أنا في النهاية رجل وهذه طبيعتي، لا يوجد شيء لأخجل منه ولا أظن أنى أذيتك في شيء. في الحقيقة لقد أنقذت حياتك! في تلك الليلة، لو لم تكوني في ذلك الخان لوجدك المحاربون من عائلة بيمنغ لذا فمن المفترض أن تشكريني."
افحمها رده فهي لم تتصور أن يعترف لها شي يان بفسوقه مباشرة أمامها.
مع ذلك كانت تشعر بالحرج ويتغير وجهها من لون لأخر وفي كل لحظة لقد كانت تريد أن تبدأ في توبيخه، ولكن في نفس الوقت لا تدري كيف توبخه؟
هل توبخه لأنها كان فاسقا شهوانيا؟ ولكنه اعترف بهذا مسبقا لقد كان في غاية البحاحة كيف سيؤثر فيه التوبيخ.
بدون سبب واضح شعرت شيا شينيان بالاستفزاز وأن هذا الشخص لا يطاق ومن الأفضل عدم الجدال معه، وبعد فترة من الصمت قالت:" لقد أنقذت حياتي بالفعل، ولكني غير ممتنه لك، وما حدث تلك الليلة، يجب ألا يعلم به أحد، هل تفهم؟"
زجرته عيناها الواسعتين والتهديد كان واضحا فيهما.
رد شي يان بلا اكتراث: " لا تقلقي أنا لست بذاك الغباء"
باضطراب وحرج سألته شيا شينيان:" تلك الليلة ..... هل .... هل قمت بشيء أخر؟"
"أي شيء آخر تقصدين؟" تصنع شي يان الصدمة وسأل في حيرة: " شيئا مثل ماذا؟"
عندما سمعت شيا شينيان رده كادت أن تنفجر من الغضب، لكنها ظلت تردد في سرها:" كوني هادئة "، وبعد بضعة أنفاس عميقة أخذتها لتكظم غيظها قالت بقسوة: "هل فكرت في بشكل غير لائق؟"
"أجل .... بالطبع" هذا ما همس به لنفسه ولكنه أخبرها بجدية " لا، أنا لست متهورا "
"أنتِ لست شخص متهور ؟!"
زجرته بعينها، ولكنها أدركت فجأة أن وجودها جانب هذا الشخص يصيبها بالغضب الشديد، لذا سخرت منه مرة أخري " فاسق مثلك هو من يستطيع أن يمارس الرذيلة في بيوت الدعارة بينما حياة أسرته علي المحك تقاتل أعداؤها وتقول إنك لست شخص متهور؟! ، أليس هذا مضحكا؟"
رد شي يان بلا اكتراث:
" هذا الأمر يتم وفقا لمزاجية الإنسان "
نظرت إليهم شيا شينيان مفحمة، وفي عينيها خليط من الغضب والاشمئزاز.
لوحت له شيا شينيان بانها لا ترغب في الكلام معه أكثر وان يصمت وأخيرا أمرته " انس كل شيء حدث تلك الليلة! أنقذت حياتي، وسأذكر لك هذه الخدمة؟ وفي أثناء تلك الرحلة سأحرص على بقاؤك سالما، وهكذا سنكون متعادلين!"
لم تزيد شيا شينيان على ذلك، استدارت ثم غادرت إلي حيث اجتمعت المجموعة، وكانت في غاية الغضب، ولكن لا تعرف كيف تنفس عن غضبها.
" إذا أقدم لك شكري منذ الأن " صاح شي يان، وهو ينظر إليها وهي تغادر، بابتسامة بريئة على وجهه وكأنه لا يدرك إلى أي مدي شيا شينيان غاضبة.
—
بين سحب السماء السوداء.
طار وحش مسحور طوله 10 أمتار من المستوي الخامس، يحمل كلا من بيمنغ شانغ، بيمنغ سي، ين كو، جيو شان، مو يو داي ودي يالان.
جلس بيمنغ شانغ فوق رأس النسر، ومن اعلي النسر نظر إلى مجموعة شي يان، الذين ظهروا مثل النمل، وبصوت عميق قال: "انهم يتوجهون إلى مستنقع الهلاك".
"جدي ...متى يتعين علينا أن نظهر لهم؟"
" علينا الانتظار حتى يصلو إلى وجهتهم " قطب بيمنغ شانغ حاجبيه، وقال: " سيظهر تشي تشاو في وقت قريب تذكر تشي تشاو هو محارب من مرحلة السماء، وقد يكتشف امرنا، هيا بنا، سنسبقهم إلى المستنقع. "
ملأ الأمل مو يو داي.
علا النسر في السماء في أتجاه مستنقع الهلاك، وأختفي بلا أثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومين أخرين، حضر تشي تشاو إلي حيث ظهرت بوابة السماء على الخريطة.
تكون مستنقع الهلاك من الألاف المستنقعات الصغيرة المختلفة الأحجام.
والتي يبلغ عمر بعضها الألاف من السنين، وغالبا من يدخله كان سيلقي حتفه، أما خنقا وإما غرقا.
لقد كان من الصعب، السفر خلال المستنقع، وكان علسك أن تتترك العربات والخيول في الخارج
بمجرد أن تخطوا داخلها، يجب أن تحذر فالمكان كان محفوفا بالمخاطر والموت في كل بقعة فيه
تلك المستنقعات التي تمتد بلا نهاية يبعث بعضها سموما خضراء عالية السمية
تبلغ شدة السموم في بعض الأماكن حدا أن جسد الإنسان سيتعفن بمجرد أن يستنشق السم.
بالإضافة إلى العديد من الوحوش المسحورة المفترسة.
والتي تكيفت مع البيئة المحيطة، والتي تختبئ في المستنقعات، وتنتهز الفرصة لتهجم على الأشخاص العابرين.
كان كلا من شيا شينيان، وتشي تشاو يتقدمان المجموعة، ويتفادوا كل مستنقع صغير يمكن تفاديه.
بالطبع كان تشي تشاو محارب من مرحلة السماء، وبإمكانه الطيران وتفادي المستنقعات.
لذا لا خوف عليه أما الأخرين، فحتي شيا شينيان لن تقدر على الطيران إلا لو نشطت روح الانبعاث القتالية، ووصلت بها إلى مرحلة السماء حينها فقط سيكون بإمكانها الطيران.
مع ذلك، لا تنسي أن في كل مرة تستخدم روحها القتالية، طاقة الحياة لديها ستتأثر وسيقل عمرها كثيرا.
لذلك نادرا ما استخدمت شيا شينيان روحها القتالية الانبعاث، وكانت على اشد الحذر، وهي تتبع تشي تشاو.
كان شي يان هو الأضعف بينهم، وكذلك معرفته بالعالم كانت الأقل علي حسب ظنهم.
لذلك، بعد أن دخلوا إلى مستنقع الهلاك، بقي صامتا، يراقب المحيط جيدا كذلك ردة فعل كلا من تشي تشاو وباقي الأشخاص الأكثر علما وأقوي طاقة.
أمامنا مستنقع يمتد إلى مسافة 3 أميال، ولا نستطيع تفاديه " توقف تشي تشاو وقد وقف على بقعة صلبة مبتلة وقال:" هذا المستنقع هو الأكثر أمانا في المنطقة المحيطة احذروا، سوف نخاطر هذه المرة! "
بوجه صامت، راقب شي يان المستنقع، وقطب حاجبيه عابسا.
المستنقع امتد لثلاثة أميال، وامتلأ بالطين الأخضر وفي مركز المستنقع قد تري أراضي صلبة من حين إلى أخر والتي تكفي ليقف عليها شخصين أو ثلاثة معا.
بعض تلك البقاع الجافة تبعد عن بعضها عشرات الأمتار، والأخرى المسافة بينها لا تتعدي الثلاثة أمتار ولا يمكنك أن تغادر المستنقع إلا بالقفز فوق المناطق الجافة والآمنة، أما لو سقطت في المستنقع فستغرق أو تموت من السم.
مع ذلك، عبارة تشي تشاو التالية مزقت أماله وبعثت القلق في نفوس الأخرين.
" لا يعتقد أيا منكم أن تلك البقاع الجافة تقدر على تحملكم بل فقط ستغوص أسرع إن وقفتم عليها فالعديد منها فقط طبقات جافة من الأوساخ والتي بالكاد تتحمل وزنها، بمجرد أن تدوس عليها، ستغوص بسرعة في قاع المستنقع.
صدمت الحقيقة شي يان الذي لم يفكر في الرد أو الاعتراض.
" لا تشغل بالك: سأفحص كل منطقة قبل أن تعبروا عليها، وأتأكد أنها ارض صلبة. علم تشي تشاو بمصدر قلقه، فطمأنهم " فقط عليكم أن تتبعوا خطواتي وكل شيء سيكون على ما يرام. بعض تلك الأماكن الجافة، صغيرة للغاية، بالكاد تتحمل وزن ثلاث أو أربع أشخاص لذا علينا أن نلتزم الحذر ولا نتهور."
أومأ الجميع برأسهم إليهم واجمين حتى تسوه شى، التي كانت في غاية الاسترخاء من قبل، صارت الأن متوترة وهي تتفحص تلك البقاع الجافة بحذر.
تردد تشي تشاو قبل أن يطلب من شيا شينيان استخدام طاقتها:" أنسة شيا، هناك العديد من الأخطار تقف أمامنا هل يمكن أن تستخدمي طاقتك من مرحلة السماء؟"
ظهر التردد في عيونها اللامعة الصافية الذي لا يبدو سواها من خلف نقابها، بعد برهة من التردد، ردت:" السيد تشي تشاو، أن كنت تستطيع تدبر هذا الأمر بنفسك فرجاء أفعل، فسأصبح بغاية الضعف لفترة طويلة بعد أن أستخدم طاقتي من مرحلة السماء وأريد أن احتفظ بقوتي، لمواجهة ذلك الثعبان ذا الرؤوس التسعة وليس من أجل تلك المستنقعات وحسب."
عند سماع ردها، قطبت كلا من تسوه شى ووو يانليان سرا، فقد اعتقدوا أن الفتاة كانت لا تغرب في المساعدة وحسب، وأنها لا تعتبرهم زملاء لها في الرحلة. لذلك شعروا ببعض الغضب، مع ذلك لم يعلنوا عن ذلك أمامها (الجبن سيد الأخلاق)
أما تشي تشاو فلم يعر للأمر انتباها ورد: " حسناً، أنا سأفعلها ولكن عليكم الحذر فلا نعلم متي ستكون الأنسة شيا قادرة على التدخل، لذا لا تدوسوا في أي مكان بدون موافقتي، فإنقاذكم، سيكون في غاية الصعوبة حتى بالنسبة لي، لو ابتلعتكم المستنقعات "
ردت المجموعة كلها بالموافقة الصريحة وانهم قد فهموا قصده.
" "همم، الأن أتبعوني؟ " اخذ تشي تشاو نفسا خفيفا، ثم طار وهبط فوق منطقة جافة.
لم يكد يضع قدما عليها، إلا وغاصت البقعة الجافة في قاع المستنقع.
هنا كسا العبوس والجدية وجه شي يان، وقد أدرك أن تلك الرحلة لن تكون سهلة كما تخيل أبدا، وعليه أن يركز أكثر في تلك الرحلة.
استدار إلى البقية " كما رأيتم تلك البقعة لا تستطيع أن تحمل شخصا واحدا حتى، ولو قفزت فوقها، ستغرق بالتأكيد."
وبينما يتكلم، هبط فوق بقعة أخري. تلك البقعة كانت ثابته، ولم تغص في المستنقع.
ثم ضرب الأرض بقدمه مرة أخري وهم يحذر الأخرين من التهور: "هذا البقعة جيدة! ولكن حذار، سيكون الهبوط فوقها في غاية الخطورة "
غاصت البقعة قليلا، في المستنقع تحت ثقل تشي تشاو.
"هذه البقعة ستتحمل ثلاثة أشخاص، لا يقف قوقها أكثر من ثلاث أفراد، أثناء عبوركم "
أستمر تشي تشاو في اختبار البقع واحدة وراء الأخرى، وبنفس الطريقة وقف فوق بقعة أخري ثم أختبر قوتها وثباتها وهكذا دواليك،
انتظرت الجماعة حتى غطي السيد تشي تشاو عدة مئات من الأمتار، قبل أن تخبرهم شيا شينيان بصوتها الرخيم:" لننطلق "
ثم قفزت، بجسدها الممشوق ووقفت فوق البقعة الجافة.
بعد ثانية، مضت إلى البقعة التالية، واتجهت نحو تشي تشاو بخفة وسرعة.
كذلك رفيقاها الضخمان، لم يترددا واتبعوا خطاها، واحدا واحدا لكي يبقوا في رفقتها.
كذلك فعل تشو بينج ووو يانليان وتسوه شى الذين تبعوا خطوات شيا شينيان.
"بعدك أيها السيد الشاب، أومأ هان فينغ إلى شي يان " كن حذرا! "
أومأ شي يان برأسه موافقا، وانتقل خلف تسوه شى أيضا:
"مم." فاحت رائحة حمضية خفيفة من المستنقع.
بعد أن قطعوا مسافة ميل خلال المستنقع، لاحظ شي يان بعد فقاقيع تعلوا إلى سطح المستنقع وتتفجر من حين إلى أخر.
" أحذر هذا الغاز سام، لا تتنفسه " جاء صوت تشي تشاو من المقدمة يحذرهم " جميعنا من مستويات طاقة مرتفعة، لذا السم لن يؤثر فينا لفترة، سأجد طريقا بأسرع وقت"
لم يتوقف تشي تشاو عن البحث بينما يحذرهم، قافزا من بقعة إلى أخري، استمر في أخبارهم " هذه جيدة، ولكن احذر، لا تتحمل سوي شخصين ..."
ركز شي يان على خطوات تشي تشاو وحفظها عن ظهر قلب.
لقد فتنته القدرة التي يمتلكها محارب مرحلة السماء، ومقدرتهم على الطيران فوق المستنقع بدون أي مشكلة.
وزادت رغبته في أن يكون أقوي.
يتقدمهم تشي تشاو، الطريق صار أكثر سهولة الجميع، فيما عدا تشي تشاو الذي أستمر في الدوران في المستنقع مثل النحلة.
الجميع كان في أمان داخل المستنقع الذي فقد فيه أعداد لا تحصي من المحاربين أرواحهم داخله.
مع ذلك ـ وهم على وشك مغادرة المستنقع، تغير وجه تشي تشاو وصاح " انتبهوا! شيء ما يختبئ في المستنقع!"
" بوب ... بوب! " بوب ... بوب! " بوب ... بوب!"
ظهرت فجأة ثلاث وحوش مسحورة من المستنقع، والتي قفزت تجاه شيا شينيان، وشي يان.
بدت تلك الوحوش كنوع من أسماك البحر بأسنانها المدببة والأشواك على ظهورها في نفس الوقت.
أحدهم نحو شيا شينيان وواحد نحو شي يان.
بدا شي يان واثقا. عندما أوشك الوحش علي لمسه، مد زراعة الأيمن والذي صار بصلابة الحديد، ونشط مهارته القتالية مسدس الإصبع وواجه بها الوحش!
" تشي تشي تشي! "
عض الوحش يد شي يان ولكن لم يقدر على إيذاؤه على العكس، اخترقت أصابع شي يان دماغه، وسال دم أخضرمن رأسه، قبل أن يسقط في المستنقع.
" بوم بوم بوم! "
أما شيا شينيان فقد أتي من ناحيتها انفجاران كبيران
استدار شي يان ليجد أن الوحشان قد انفجرا قبل أن يقتربا حتى من شيا شينيان.
شعر بتنميل خفيف من ذراعه المغطى بالدم الأخضر. عبس شي يان والتقط قطعة من القماش من حقيبته ومسح بها الدم.
واحد تلو أخر ظهرت الوحوش الأخرى، من تحت المستنقع، بلغ عددها المئة تقريبا.
نظرت الوحوش إليهم بجشع، وكأنها تنظر إلى وليمة العشاء.
" شي يان، هل أصابت دماء السمكة ذراعك؟" صرخ تشي تشاو من المقدمة
مسح شي يان الدم دون أن يلتفت إلي تشي تشاو وسأل:" ما الخطأ في أن يلمسني؟"
" السمكة الخضراء تلك تمتلك الكثير من السموم داخل جسدها، وكذلك دمها في غاية السمية، وستجعل دماؤها جلدك يتعفن!" قال تشي تشاو بأسي " لقد نويت أن أخبركم بعد أن تعبر، فنادرا ما تظهر الأسماك الخضراء تلك في تلك المنطقة "
تعليقات
إرسال تعليق