الفصل 85: لقاء للمرة الثانية

شكرا لمن يقرأ تلك الرواية .... بعض الصبر وستأتي الفصول الخالدة التي ستحفر الرواية في عقولكم .....

اندفعت تلك الكفوف التي تحمل قوة مدمرة، وأصابت تلك الشجرة العتيقة، ارتفعت الشجرة لعشرات الأمتار طولا، وبلغ سمكها تقريبا سمك اثنين من الأشخاص، ولكنها انهارت فجأة على الأرض ميتة. لقد اختفت الطاقة الحيوية من الشجرة دفعة واحدة! 

وتحت نظرات شي يان، أحاطت طاقة كئيبة الشجرة، وذبلت أوراق الشجرة بسرعة كبيرة وتساقطت على الأرض.

تلك الشجرة العملاقة الغنية بالحياة استحالت إلى جذر ذابل رمادي اللون خالي من الحياة في لحظة كما لو كانت ميته منذ عشرات السنين. وقد سقطت كل أوراقها ذابلة ميتة على الأرض، وقد فقدت كل أثر للحياة.

الغريب إن أثناء سقوط الأوراق على الأرض لامست بعض أوراق الأشجار المحيطة، التي ماتت على الفور أيضا وسقطت على الأرض جافة.  كان هذا المشهد في غاية الغرابة ومخيفا في نفس الوقت.

[ختم الموت]

أضاءت عين شي يان بضوء خافت، وتوقف عن التفكير للحظة.

كان يعلم أن [ختم الموت] سيكون مهارة فوق العادة، ولكنه لم يتخيل أن يمتلك مثل تلك القوة المدمرة الكبيرة!

تلك القوة المدمرة، لم تحتوي وحسب على طاقة مدمرة لكن خصائص الموت التي صاحبتها جعلتها اشد فتكا وأعظم أثرا.

لقد قضت حتى علي طاقة حياة النباتات. لقد عرفت النباتات بأنها أكثر المخلوقات امتلاكا للطاقة الحيوية وبقدرتها العالية على النجاة من أحلك الظروف البيئية والنمو مرة أخري، لكن مدي الضرر الذي أصاب الشجرة الغنية بالحياة كان كارثيا!

[ختم الموت]

كان بالفعل في غاية القوة والتدمير، لو اندمج كلا من ختم الموت وختم الحياة معا، مكونا ختم الحياة والموت الكامل، فماذا سيحدث وكم ستبلغ قوته*؟

ملحوظة: (ستقع الضحية التي يصيبها المهارة كاملة، تحت تأثير قوتين مختلفتين والتي ستدمر الضحية تدميرا لا صلاح ولا نجاة منه.)

اخذ أخذ شي يان نفسا عميقا، ولكنه علم أن الوقت ليس مناسبا لإكمال تجاربه.

 فقد سمع صوت خطوات الأقدام التي تقترب منه وكان يخشى أن يكتشف أحد سره.

وظن أن هان فينغ والبقية قد سمعوا صوت ارتطام الشجرة بالأرض. والان قد جاءوا للبحث عنه لذا غادر مسرعا، قبل أن يصلوا، وعاد من نفس الطريق الذي جاء منه.

كما توقع لقد كان هان فينغ وكو لونج:" السيد الشاب، هل أنت بخير؟"

كذلك، راي كلا من وو يانليان وتسوه شى يظهرون من خلفهما، نظروا إليه باستغراب، وكانوا يحاولون معرفة ما حدث منذ قليل.

بالتأكيد، سمع الجميع الصوت الهادر الذي رافق سقوط الشجرة العملاقة المشكلة كانت طاقة الموت والشر الهائلة التي رافقت ذلك الصوت.

الأمر الذي فزع الجميع لأجله وأسرعوا مذعورين للبحث عنه خوفا من أن يكون أصابه مكروه.

سار شي يان إليهم بهدوء وكأن شيئا لم يحدث:

 " الأمور على ما يرام هيا لنعود، لقد نسيت نفسي في التدريب، يبدو أنى تسببت في بعض الفوضى، ولكن لا خطر هنا، ولن يتكرر الأمر مرة أخري."

غلب الفضول تسوه شى، ولم تتمالك نفسها وسألت شي يان:

" شي يان، أي مهارة قتالية تتدرب عليها؟ تلك المهارة القتالية ليست مهارة عادية ابدا؟" 

رد شي يان بلا اكتراث: " ومن يأبه أن كانت عادية أم لا أي مهارة قتالية قاتلة هي مهارة قتالية جيدة!" 

تذمرت تسوه شى وتأففت: " أنت، أيها الرجل الصغير! دائما تخفي أسرارك!  فقط الله وحده يعلم أي مصيبه تعد، أسرع لقد مر شهر تقريباً، لو تأخرنا أكثر من ذلك، تلك الفتاة شيا لن تنتظرنا. "

"شيا شينيان…"

غمغم شي يان وانتفض قلبه عندما تذكرها وتذكر مذاق شفتيها الرائع، ونظرة ذات مغزى ظهرت على وجهه، ولكن بعد وهلة قال: " أجل أجل، يجب أن نسرع فعلا، لا تشغل بالكم بي، لن أتسبب لكم يا رفاق في المزيد من التأخير "

كانت وو يانليان قوية الملاحظة من التغير الطفيف الذي حدث لجزء من الثانية على وجهه، استطاعت أن تصل إلى بعض الحقائق:

" شي يان، أنت لا تفكر في أن تظفر بتلك المرأة أليس كذلك؟  أنا أنصحك ألا تفعل! هذه المرأة ذات مقام عالي، مما أعلم، لا أحد كفؤ لها في اتحاد التجار كاملا، ولا حتى بيمنغ شانغ نفسه!"

رد عليها شي يان سرا في عقله: "حسنا، ولكني تذوقت رحيق هذه الزهرة فعلا" 

قبل أن يرد في بجاحه: " مهما كانت مكانة المرأة ففي النهاية مكانها سرير زوجها، وشيا شينيان تلك… لن تكون استثناء"

"أنت! أنت حقا .... غشيم!" احمر وجه تسوه شى وزجرته بنظرات الغضب " كيف لم ألحظ هذا من قبل؟ إذن.. هذا هو لونك الحقيقي! صحيح أنت في النهاية رجل أيضاً!"

" كفي هراء!" ردت وو يانليان بضيق أيضا: " أنا لم أخضع ابدا لرجل! أيها الوغد الصغير، لا شيء جيد يأتي من فمك القذر!"

تفاجئ شي يان:" هاهاها، أن مشفق عليك* " 

- *يقصد أنها مازالت بكرا مع هذا العمر الكبير.

" يا ولد! لماذا تحاول استفزازي الأن؟" ضغطت وو يانليان على أسنانها بغضب، وندم وهي تذوق من نفس الكاس الذي شربت منه تسوه شي من قبل، إنها الأن تفتقد الأيام التي كان فيها شي يان منعزلا وحده في العربة.

عل بعد ميل (3 كيلو متر) وهو تقريبا مسيرة نصف ساعة، من جماعة شي يان.

الرجلان العملاقان قالا بصوت تقطر منه الدماء، وبغضب " أنستي، هذا الفتي يتحدث عنك بالسوء!"

لقد كان صوت شي يان عاليا وواضحا، وعلى الرغم من بعد المسافة إلا أن الثلاثة سمعوا كلماته بوضوح شديد.

" مهما كانت مكانة المرأة. ففي النهاية مكانها سرير زوجها وشيا شينيان… لن تكون استثناء"

قطبت شيا شينيان حاجبيها، وأعادت كلمات شي يان في نفسها سرا مرة بعد مرة وبعين تنبع منها القسوة والشر قالت بلا اكتراث وبصوت هادئ" هؤلاء الأشخاص من عائلتي تسوه وشي، لا داعي للاهتمام بهم الأن، قريبا سنلتقي بهم على أي حال. بعد ذلك سنري من أين أتي بكل هذا التكبر والغطرسة وكيف يجرؤ على التحدث عني من خلف ظهري!" 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واستمرت الرحلة.........

بعد أن فقط شي يان العربة، اضطر إلى التدريب على ركوب الحصان، ولكنه لم يعدم وسيلة ليتدرب على مهارة ختم الحياة والموت حتى وهو يركب الحصان.

كل ليلة كلما حظي بوقت فراغ، يتحجج ببعض الأعذار، ثم يغادر ليطبق الأفكار والافتراضيات التي انشغل بها طوال اليوم، فهو يفكر أثناء النهار، ويطبق أفكاره أثناء الليل.

مع ذلك في كل مرة يحاول أن يجمع بين ختم الموت وختم الحياة كان دائما يبوء بالفشل.

دمج الختمين في مهارة ختم الحياة والموت كان في غاية الصعوبة فأولا كان لا يستطيع أن ينتج الاثنان في نفس الوقت،

أما أن ينطلق ختم الموت أولا، أو يسبقه ختم الحياة.

والخطوة المنطقية الأولي كانت أن تنتج الختمان معا أولا وفي نفس اللحظة. 

فقط بعدها ستنجح في دمج الختمان، وتصل إلى مهارة ختم الحياة والموت.

طبعا ذلك يحتاج إلى قمة التحكم والتدريب، وعملية تكوين الختم كانت صعبة ولا يمكن أن يتخللها أي خطأ.

لقد كان شي يان على علم بهذه الحقيقة، ولكن كلما حاول أن يقوم بالعمليتين معا لا يقدر على التركيز على تنفيذ المهمتين في نفس الوقت.

ويوما بعد يوم، يقترب من مستنقع الهلاك ومن اللقاء بالفتاة التي طال انتظاره لها، لذا أوقف شي يان تدريبه فبعد كل شيء، استهلاكه لكل من الطاقة الروحية والطاقة السلبية كان عظيما.

وكل مرة يتدرب فيها، كان يشعر ببعض التعب الشديد.

خاصة عندما يحاول تكوين [ختم الموت]

والذي يتطلب أن يفعل مهارة الهيجان أولا، والأعراض الجانبية التي تصاحبها، ولكي يكون في أفضل حالاته، في مستنقع الهلاك، أوقف شي يان تدريباته على مضض.

كان شي يان في حالة من الاسترخاء بعد أن قرر أن يوقف تدريباته، والان بعد أن توقف عن التدريب. صار لديه الكثير من الوقت لتبادل الحديث والكلام مع الفتاتان وو يانليان وتسوه شى.

بينما يسافر معهما، أدرك شي يان بعض الأمور التي تخص كلا من وو يانليان وتسوه شى. صحيح انه لم يكتسب ودهما، إلا انه لم يتصادم معهما أيضا، ولم يكتسب عداوتهما.

في هذا اليوم..........

ركب شي يان حصانه وسار بجانب عربة عائلة تسوه. كان في غاية الهدوء من الخارج خالي البال، ولكنه في الحقيقة كان يفكر في مهارة ختم الحياة والموت.

"السيد الشاب، لقد وصلنا" في هذه اللحظة ، أشار هان فينغ إلي الأمام" لقد وصل المحاربين من خان الضباب ،وهم في انتظارنا"

نظر شي يان إليهم ولم يميز سوي ثلاث نقاط سوداء من بعيد.

أيضا وو يانليان نظرت إلى الأشخاص من خان الضباب، ولكنها نبهت البقية:" كل شخص يأخذ حذره خان الضباب هم في النهاية، غرباء عنا، وتلك الفتاة بإمكانها الوصول أي مرحلة السماء دفعة واحدة وفي أي لحظة، لذا انتبهوا جيدا لها."

وافقها الجميع وهزوا رؤوسهم .....

أما شي يان فقد قطب حاجبيه. هو لا يعلم كيف ستتصرف شيا شينيان بعد أن تراه.

ففي ذلك اليوم، قبل أن يغمي عليها، رأته شيا شينيان بوضوح تام، والان بالتأكيد ستريد إن تعلم السبب الذي أوصلها إلي خان المطر.

وعندما يلتقوا لا يدري أن كانت ستحقق معه فيما حدث أو ستدعه وشأنه.

ولكنه لم يكن قلقا فعلا فالمرة الوحيدة التي لمس فيها شيا شينيان بشكل غير لائق كانت فيه فاقدة الوعي لا تعي ما حولها.

وشيا شينيان بالتأكيد لا تعرف ما فعل وأمر تلك القبلة المسروقة.

ولكن مالا يعرفه أن شيا شينيان، كانت تراقب جماعتهم طوال الوقت.  وبالرغم من تسليمها لهم نصف الخريطة إلا أنها لم تثق فيهم أبدا ثقة كاملة، وكانت دائما على جذر من عائلتي تسوه وشي، لكي تمنعهم من القيام بأي عمل دون علمها، لذا حرصت على مراقبتهم والتنصت عليهم للتأكد من صدقهم في التعامل معها.

في ذلك اليوم، عندما ذكرها شي يان سمعت قوله كاملا، وبالتأكيد شعرت بالغضب الشديد.

ولكن عندما رأت شي يان، وتعر فت عليه، وعلمت انه الشخص الذي أوصلها إلي خان المطر، وصل غضبها إلى مستوي أخر.

فما حدث ذلك اليوم كان محفورا في ذاكرتها، لقد صدمتها رؤية الفتاتان العاريتان على السرير وكاد يذهب الذعر بعقلها، عندما ظنت إن أحدهم قد نال من شرفها وهي نائمة.

في الليالي الفائتة كانت تستيقظ على كابوس أنها في خان المطر، ترقد على الأرض بينما ذلك الفتي يمارس الرذيلة مع فتاتان أمامها.

لقد كانت تشعر بغاية الغضب والذعر.

والان هاوه المجرم يقف أمامها ينتظر عقابها.

نظرت إليه شيا شينيان لمرة واحدة، قبل أن تشير إليه " أنت اتبعني، أريد أن أناقشك في أمر ما "

صدم طلبها كل المجموعة ونظروا إلي شيا شينيان بغرابة، وهم لا يفهمون لماذا سألت شي يان – الذي تقابله للمرة الأولي - أن يتبعها بدلا من أن تسأل عن مكان تشي تشاو.

" حسنا " 

بالطبع كان يتوقع تصرفها لذا قام معها دون إطالة أو استفسار 

رد شي يان عليها وهو يتبعها دون طرح أسئلة، أصابهم بدهشة أكبر.

تخشب هان فينغ في مكانه للحظة وبقلق نادي علي شي يان:" السيد الشاب ......"

" لا بأس " لوح شي يان بيده ألا تقلق، ثم مشي مع شيا شينيان.

وتحت شجرة قديمة .................

بعيون تلمع قسوة نظرت إليه وسألته مباشرة: "لقد كنت أنت، صحيح؟" 

                                                                        الفصل 86 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اسم الرواية : رحلة الغازي (conquest )

- الفصل 286 من المشعوذ في عالم السحر warlock of magus world ch286 مترجم

تكملة الفصل ال285 من مشعوذ في عالم السحر